في مبادرة تعد السابعة من نوعها، وجد العديد من الفلاحين الصغار المغاربة أنفسهم في مواجهة العشرات من الزبناء الأوروبيين، الفرنسيين منهم على وجه التحديد، ضمن افتتاح المعرض الدولي للفلاحة بباريس في نسخته السادسة والخمسين، بغاية إقناعهم بالمنتجات المحلية المغربية. وأبدى العديد من الفلاحين الصغار، في تصريحات لهسبريس، تفاؤلهم بقدرة المنتجات المحلية المغربية على ضمان مكانة في العالم، مشيدين بأهمية ما تقوم به وكالة التنمية الفلاحية ضمن مخطط المغرب الأخضر لدعم الفلاحة التضامنية وتأهيل التعاونيات التي تضم الآلاف من الفلاحين الصغار. ويتوخى مخطط المغرب الأخضر، في إطار دعامته الثانية، مواكبة تضامنية للفلاحة الصغيرة، وفي مقدمتها العصرنة، بغية محاربة الفقر، وإدماج هذه المحاور ضمن استراتيجية مندمجة للتنمية القروية وتطوير موارد بديلة للمداخيل. وتهم إجراءات هذه الاستراتيجية ما بين 600 و800 ألف فلاح، عبر تخصيص استثمارات تقدر قيمتها ب15 مليار درهم، مما سيسمح بتحسين شروط عيش 3 ملايين شخص من الساكنة القروية للمملكة، عبر تحسين الإنتاجية والتثمين وعمليات التأطير، وكذا التحويل نحو القطاعات الواعدة. الريفي: تحسين دخل الفلاح الصغير المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، أبرز في تصريح لهسبريس الأهمية البالغة للمشاركة السابعة للمغرب في معرض باريس للفلاحة لكونه يعد من أكبر المعارض في العالم، كاشفا أن المغرب يشارك بثلاثين عارضا، من بينهم 20 تعاونية فلاحية تشارك لأول مرة في معرض دولي خارج أرض الوطن. وقال الريفي إن "الهدف من المشاركة هو تقديم المنتجات المغربية الأصيلة ذات الجودة الرفيعة للعالم، ومنها زيت الزيتون والأركان والتمور المغربية والزعفران"، مبرزا أن وزارة الفلاحة ووكالة التنمية الفلاحية تهدفان إلى دفع هذه التعاونيات لتحسين دخل المنخرطين فيها. وأضاف المسؤول الأول عن وكالة التنمية الفلاحية أن "هذه المشاركة تعبير عن تأهيل التعاونيات على مستوى الإنتاج والجودة وكذلك توضيب المنتوج وتقديمه للزبون في حلل ممتازة"، موردا أن "المؤسسة التي يرأس هدفها تمكين هذه التعاونيات من ولوج الأسواق الدولية". وفي هذا الصدد، أوضح الريفي أنه "سيتم تنظيم أزيد من 300 لقاء تجاري بين العارضين المغاربة والأجانب"، معلنا أنه سيتم "توقيع العديد من عقود التصدير بين التعاونيات المغربية وشركاء أجانب على غرار ما تم خلال السنوات الماضية، وكذلك المعارض الدولية التي تشارك فيها وكالة التنمية الفلاحية". وكشف الريفي أن "الرواق المغربي يعد من أكبر الأروقة في المعرض الدولي بأزيد من 300 متر مربع، ويتضمن جناحا خاصا بالطبخ المغربي بهدف التعريف بصورة المغرب والفلاحة المغربية"، مبرزا أن المشاركة في هذه التظاهرة الفلاحية الكبرى، التي تنظمها وكالة التنمية الفلاحية للسنة السابعة على التوالي، تأتي في إطار استراتيجية النهوض بقطاع المنتوجات المجالية المغربية تماشيا مع مخطط المغرب الأخضر، وتهدف إلى التنقيب عن فرص جديدة من أجل خلق شراكات بين صغار المنتجين والفاعلين في قطاع المنتوجات المجالية في السوق الفرنسية. الصديقي: ولوج الأسواق الدولية من جانبه، اعتبر محمد الصديقي، الكاتب العام لوزارة الفلاحة، أن هذا المعرض الدولي يعد موعدا مهما للوزارة، مؤكدا أن تواجد المغرب أصبح مستمرا في هذا الموعد السنوي بتعاونيات يدعمها مخطط المغرب الأخضر. وسجل الصديقي في هذا الصدد أن هذه المعارض تسمح لهذه التعاونيات، التي تضم الفلاحين الصغار، بالولوج إلى الأسواق الدولية، مشيرا إلى أن مثل هذه المشاركات تدعم تثمين المنتوج المحلي المغربي. الصديقي أكد أن هذه المعارض يكون لها انعكاس على سلاسل الإنتاج المغربية والمنتوجات المحلية التي تأخذ طريقها لتدعيم التنمية في المغرب، موضحا أن "الأرقام التي جاءت خلال تقييم مسلسل المغرب الأخضر تبين أن هناك انعكاسا كبيرا على الساكنة، وكذلك خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة". وتبعا لذلك، فإن التعاونيات الفلاحية المغربية ستقوم، بحسب وكالة التنمية الفلاحية، بالترويج لما يفوق 100 منتوج مجالي ذي قيمة تسويقية عالية، خصوصا المنتوجات المجالية الحاملة للبيان الجغرافي المحمي أو لتسمية المنشأ المحمية أو للرمز الجماعي. ويمثل هؤلاء المشاركون المنحدرون من كل جهات المملكة أزيد من 1410 فلاحين صغارا، بينهم 489 امرأة قروية، بالإضافة إلى شركة خاصة، و"سيقومون بالترويج للعديد من المنتوجات المجالية". وقد تم انتقاء هؤلاء العارضين بعد وضع شروط دقيقة؛ أبرزها الحصول على الترخيص، والاعتماد على المستوى الصحي المسلم من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، والتوفر على منتوجات متنوعة وذات تغليف جذاب، وذلك بهدف إبراز جودة العرض المغربي لما يناهز 700 ألف زائر يرتقب حلولهم بهذا المعرض. وكالة التنمية الفلاحية أكدت أن هذه المجهودات التي تقوم بها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات من خلال الوكالة تهدف إلى مواكبة صغار الفلاحين والمنتجين من أجل تسويق أفضل لمنتوجاتهم، وضمان تحسين مداخيلهم وظروف عيشهم.