ألهب الفنان المغربي حميد القصري، جمهور مهرجان موازين، في سهرة « كناوية » مائة في المئة. فعلى نغمات آلة الكنبري، وقرع « القراقب »، وضربات « الطبل » بالغ الإتقان وصوت المعلم حميد القصري القوي الذي صدح بشاطئ سلا، افتتحت « ليلة » استثنائية بجميع المقاييس. وتوالت بعد ذلك أغاني من قبيل « بابا حمو »، و »لالة عيشة »، و »مولاي أحمد »، و »لا إله إلا الله »، إلى جانب عناوين أخرى نالت جميعها إعجاب الجمهور المتحمس والمأخوذ بالتعابير الغنائية لموسيقى كناوة وبالإيقاعات الجامحة لعازف الدرامز كريم زياد، ضيف المعلم. وتمكن حميد القصري الكاريزماتي، والذي كان يرتدي ملابس سوداء، إلى جانب موسيقييه الذين ارتدوا أزياء ملونة زينت بأحجار من مختلف الأشكال، من الظفر بإعجاب الجمهور عبر موسيقى عميقة الجذور وطقوس تكاد تكون روحانية، وذلك خلال أمسية كان فيها الإيقاع والرقص والنشوة على الموعد. وارتحل الجمهور تارة مع الروحانية المتفردة المنبثقة عن الكلمات الكناوية، وتارة أخرى مع الرقصات البهيجة للموسيقيين الذين أطلقوا العنان لحركاتهم على وقع الإيقاعات المفعمة بالحيوية، التي أديت بشكل رائع من طرف المعلم، وواكبها على نحو بارع عازف آلة الدرامز. وتمكن حميد القصري، وهو يحمل العلم المغربي على أكتافه، من حشد الجمهور بأكمله حول أداء حماسي للأغنية الوطنية الخالدة « صوت الحسن »، قبل أن يغادره بتألق على أنغام أغنية « العيون عينيا » الشهيرة. وأعرب جمهور منصة سلا عن مدى حبهم وإعجابهم بفنانهم المفضل، مؤكدين أن « كناوة » نوع موسيقي جميل لا علاقة له بالموسيقى الروحانية.