التقت الأنغام الكناوية، التي عزفها المعلم حميد القصري بألحان التراث الإيراني والأفغاني والهندي لمجموعة (بتوين وورلدز)، في حفل متميز احتضنه برج باب مراكشبالصويرة، مساء أمس السبت، في إحدى أقوى لحظات الدورة ال`14 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم. حوار موسيقي روحاني يتسم برقي التعبير وعذوبة الألحان، بين موسيقى كناوية ضاربة الجذور في عمق التراث الإفريقي عزفها المعلم حميد القصري ذو الصوت الشجي، وغناء صوفي للفنان الأفغاني هومايون خان، بمرافقة عازف القيثار الإيراني شاهين شهيدة، صفق له الجمهور طويلا. (بتوين وورلدز) أو بين عالمين، ثنائي موسيقي يضم الأفغاني هومايون، أستاذ آلة الأرمونيوم وعازف القيثارة الإيراني شاهين، ينشر الأول معارفه العميقة للراكا، وهو سلم موسيقي يستعمل في شمال الهند، في حين ينشر الثاني رسالة السلام. وتقترح الفرقة التي تتعاون مع فنانين عالميين، أغاني تتكون من أهازيج تقليدية أفغانية وإيرانية تثريها إيقاعات يهيمن عليها الطابع الغربي، لتتمكن من إبداع لحن يبدو معتادا لدى الجمهور على الرغم من تعقده وثرائه. المعلم حميد القصري كان حاضرا بقوة في هذا المزج الفني المتميز، من خلال صوته الجوهري القوي وموهبته في الجمع بين إيقاعات كناوة بشمال وجنوب المغرب. وفي وقت سابق من الأمسية، كان جمهور منصة ساحة مولاي الحسن، المتنوع بين مغربي وأجنبي، على موعد مع مزج فني آخر جمع بين الأرميني تيكران هماسيان بالمعلم مصطفى باقبو، في حفل جمع بين أنغام الجاز على يدي الأرميني ذي الأنامل البارعة في العزف على البيانو، وموسيقى كناوية مراكشية الأصول. كما شهدت الساحة عرضا متميزا للمغني والملحن المالي الرائد سليف كيتا، الذي يوصف بالصوت الذهبي لإفريقيا، والذي عمل على خلق جسور بين إفريقيا وباقي العالم، من خلال الاحتفاء بالسلام والتسامح بين الحضارات. وفي حفل آخر، احتضنته منصة الشاطئ (ميديتيل)، استمتع جمهور الصويرة بحفل فني مشترك بين المعلم عبد الكبير مرشان وفرقة ضركا، في مزج متناغم بين الأنغام الكناوية المجبولة على القوة، وكلمات الفرقة الموسيقية المفعمة بالشباب والحركية. ويختتم مهرجان الصويرة كناوة وموسيقى العالم، دورته لهذه السنة، مساء اليوم الأحد من خلال حفل يجمع كافة معلمي كناوة في حفل متميز.