قدم المعلم عبد النبي المكناسي وفرقة بنات كناوة، مساء أمس الجمعة ببرج باب مراكشبالصويرة، حفلا موسيقيا زاخرا بالأنغام الكناوية، مزج بين أصالة هذا الفن والتجديد النسائي. فقد أمتعت الفرقة الكناوية النسائية، التي يرافقها المعلم عبد النبي المكناسي، جمهور مهرجان الصويرة كناوة وموسيقى العالم الذي تتنوع فضاءاته، بأدائها لمختارات غنائية مستوحاة من الريبرتوار الكناوي المتميز بقوة الإيقاعات، وعمق الكلمات المعبرة عن المعاناة والزهد وبساطة العيش. يعزف المعلم عبد النبي المكناسي، المنحدر من مدينة مكناس، على آلة الكنبري بمهنية عالية، وقد نجح في المزج بين الأغاني التقليدية وأساليب الموسيقى الكناوية العصرية. ويشرف هذا المعلم على إدارة ومواكبة فرقة بنات كناوة، التي استطاعت أن تفرض نفسها في عالم كناوة، الذي كان حكرا على الذكور، والتي تتشبث بالوفاء لتقاليد الفن الكناوي العريق المتمثلة في الرقص والغناء الكناويين. وأبرز وزير الثقافة، السيد بنسالم حميش، في كلمة في افتتاح هذا العرض الموسيقي، أن المهرجان يضيف كل سنة الجديد إلى حاضرة موكادور، معتبرا أن المهرجان تأسس ليضمن الاستمرارية وذلك يتجلى من خلال بلوغه الدورة الرابعة عشر. وأشار خلال هذا الحفل الذي حضره، على الخصوص، السيد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور والسيد نبيل خروبي عامل إقليمالصويرة، إلى أن المهرجان مكن من تعريف جمهور وطني وأجنبي واسع بالموسيقى الكناوية. وسجل أن هذا الحدث الفني المتميز أضحى موعدا قارا للقاء والتبادل داخل حاضرة موكادور (العاصمة الثقافية للمغرب)، التي ألهمت العديد من الفنانين بسحرها الغامض والتي تميزت بتعايش متفرد للديانات الثلاث داخل مجتمعها على مر العصور. وبساحة الشاطئ (ميديتيل)، كان جمهور المهرجان على موعد مع عرض موسيقي أبهر الحاضرين الذين صفقوا طويلا لبراعة الفرقة الشابة (لا هالا كينغ زو) التي تضم راقصين للبريك دانس. ففي مزج فني جمع بين أصالة التراث الكناوي والرقص المعاصر، تألق المعلم الصويري عمر حياة وعدد من الموسيقيين الكناويين إلى جانب أعضاء هذه الفرقة التي تأسست في 2002، ولفتت الأنظار من خلال تتويج عالمي في مجال البريك دانس. أما ساحة مولاي الحسن، فقد مكنت جمهورها من اللقاء بفرقة دجاز راسين هايتي (الولاياتالمتحدة وهايتي)، والتي برعت في الأداء المشترك مع المعلم بوسو، وذلك في إطار برنامج الإقامات الفنية التي يحتضنها المهرجان، لتحقيق اللقاء بين حضارات مختلفة تجمعها روابط الموسيقى. وعلى امتداد أيام المهرجان المتواصل إلى غاية 26 يونيو، يلتقي عشاق الفن الكناوي مع عدد من السهرات الموسيقية المعروفة بالليلات، والتي تحتضنها كل من (دار الصويري) و(زاوية سيدنا بلال)، تشهد أجواء روحانية تنتقل بالجمهور إلى عالم الفن الكناوي الأصيل.