تستعد حاضرة موكادور (الصويرة) ،لاستقبال الدورة ال`14 لمهرجان الصويرة كناوة وموسيقى العالم، في أجواء موسيقية تحتفي بالفن الكناوي، في الفترة من 23 الى 26 يونيو الجاري. و بهذه المناسبة، اتخذت منصات عملاقة مواقعها داخل ساحات مدينة الأليزي، لتحول هذه الفضاءات المحملة بالرمزية التاريخية، إلى فضاء موسيقي في الهواء الطلق. فمن برج باب مراكش إلى ساحة مولاي الحسن، مرورا بساحة ميديتيل على شاطئ المدينة ودار الصويري، تتواصل التحضيرات بشكل دؤوب لهذا المهرجان الذي اكتسب شهرة عالمية بترسيخه لثقافة محلية ضاربة جذورها في تاريخ المغرب المتعدد الأعراق. ++ مهرجان ذو صيت عالمي++ ويتوقع منظمو هذه التظاهرة الفنية، استقطابها لحوالي 400 ألف زائر، وذلك بفضل الشهرة العالمية التي اكتسبها المهرجان، حيث انضم هذه السنة إلى الشبكة الدولية لمهرجانات ( دو كونسير) التي تجمع سبع أمم من قارات أوروبا وشمال أمريكا وإفريقيا. ويستضيف المهرجان أيضا كل سنة فنانين من العالم اكتسبوا شهرة في مختلف الألوان الموسيقية. البعض منهم حلوا أياما قبل انطلاق المهرجان للتمرن مع معلمي كناوة المغاربة واستلهام أجواء الصويرة. ويقدم الفنان بابا سيسوكو هذه السنة، إلى جانب مجموعته الموسيقية ( مالي تاماني ريفولوشن)، عرضا موسيقيا يستوحي إبداعه من إفريقيا بكل تجلياتها، إلى جانب المعلم كبيبر من مراكش، في حفل افتتاح المهرجان الذي تحتضنه ساحة مولاي الحسن غدا الخميس. ++ دورة بألوان فن الجاز++ يحتفي المهرجان في دورته لهذه السنة ببرمجة فنية وثقافية غنية بألوان فن الجاز، إذ يستقبل حوالي 280 فنانا مغاربة وأجانب، سيقدمون 24 حفلا موسيقيا. ويعرف المهرجان مشاركة الفنان المالي ساليف كيتا والصومالي كنان والهندي تريلوك غوتور إلى جانب معظم معلمي كناوة الذي يقدمون عروضا موسيقية بشكل انفرادي أو بشكل مشترك مع الفنانين الأجانب. ففي عرض مندمج، يقدم الفنان حميد القصري عرضا مع الثنائي ( بين عالمين) من أفغانستان وإيران، ويلتقي كل من عبد الكبير مرشان في عرض مشترك مع المجموعة المغربية (داركا)، كما يشارك المعلم مصطفى باقبو في حفل موسيقي إلى جانب الفنان الأرميني تيكران حماصيان. كما تضم برمجة المهرجان حفلات موسيقية للمعلمين محمود غينيا ومحمد كويو وأحمد باكو وعبد النبي الكداري وعبد اللطيف مخزومي وعبد القادر أمليل وسعيد أورسان وعلال سوداني وعبد المجيد دمناتي وعبد الله غينيا وأحمد دكاكي والصديق العرش ورشيد حمزاوي. ويشارك أيضا في المهرجان كل من عبد النبي المكناسي وبنات كناوة وعيساوة فاس. وتختتم فعاليات هذه الدورة بحفل موسيقي (معلم أول ستارز) يجمع في لحظة متفردة كلا من محمود غينيا وحسن باسو وعبد الكبير مرشان ومحمد كويو. ++ فضاءات المهرجان.. تفرد التراث++ يشكل المهرجان مناسبة للتعريف بتراث حاضرة موكادور. فمن خلال خمس فضاءات موسيقية، يلتقي جمهور المهرجان مع فنانين مغاربة وأجانب، في عدد من الأماكن التاريخية بالمدينة. فبساحة مولاي الحسن، المبنية على الطراز المغربي - البرتغالي، وأحد الأماكن الأكثر رمزية بمدينة الأليزي، أو دار الصويري، التي كانت قديما مقرا للقوات الاستعمارية بالمدينة، سيلتقي عشاق الفن الكناوي مع إبداع متميز داخل فضاء يعبق بالتاريخ. كما يحتضن برج باب مراكش، الذي بني في القرن التاسع عشر، عروضا متميزة، إلى جانب زاوية سيدنا بلال، أحد الفضاءات ذات الرمزية الكبيرة لكل فناني كناوة، الذين يعتبرون سيدنا بلال، رفيق الرسول (ص)، أبا روحيا لهم. أما ساحة ميديتيل، التي تمتد على طول شاطئ المدينة، فستشكل فضاء متميزا لاحتضان فنانين مغاربة وأجانب. هذه التظاهرة الفنية المتميزة تضرب إذن، موعدا لجمهور فن كناوة، الذي أضحى رمزا للتنوع الثقافي لمدينة الأليزي.