لنفهم بسرعة، بعد رجوع الملك من أمريكا، وتسابق لبعض المصادر الصحفية، لإرسال الأضواء الكشافة، على أحداث مطبوعة بالمفاجأة، وخاصة في إطار تجريد الرجل القوي، فؤاد الهمة من نفوذه الكبير، وتدخله السابق قي بعض الملفات، بشكل يكاد يوهمنا، لضخامة تلك القرارات، بأن هذا الرجل البشوش الوحيد في المحيط الملكي، أصيب وحده بالمصل الأوباماوي، يقول مصطفى العلوي في زاويته "الحقيقة الضائعة" في عدد هذا الأسبوع من "الأسبوع الصحفي". ويضيف العلوي أن حدث هذا الموسم، هو ما سمي بالغضبة الملكية، على محتل منصب كاتب الدولة، العضو الذي أدخله فؤاد الهمة للديوان الملكي، كريم بوزيدة، الذي أكدت المصادر الصحافية أنه عاد لمكتبه في الشركة التي يملكها فؤاد الهمة، شركة مينا ميديا، التي كانت في الأساس منطلقا لتعيين بوزردة في المنصب السامي بالديوان الملكي، وها هو يغادره بعد شهور قليلة من الممارسة، إثر غضبة ملكية كما نشر وكما لم يكذبه أحد رغم أن هذا العفريت الإعلامي لم يظهر له أثر أثناء الزيارة الملكية للولايات المتحدة. ففي خضم ما تنشره الصحف والمواقع عن زعزعة عرش القوة، من تحت مقعد أحد كبار أقطابها، سارع أوباما إلى الاستجابة بشكل لم يسبق له نظير لدرجة يتناسى عبارة "إمتاع الشعب الصحراوي بحقه في تقرير مصيره"... ... ربما لا يكون فؤاد الهمة من الأهمية، لدرجة ربطه بميزان العلاقات المغربية الأمريكية، ولكنه كان نبراس القوة المتعارضة مع الممارسة الديمقراطية، لدرجة أن يصبح تجريده من سلطات النفوذ الأمني والسياسي، هو الثمن الذي دفعه المغرب، من أجل الرجوع إلى جادة الصواب الأمريكي.