الذين تابعوا مسيرة حزب الاستقلال ليوم الأحد الماضي، بالتأكيد شدهم منظر الحمير التي "زينت" المسيرة، بربطات العنق والأقمصة التي كانت ترتديها، بالإضافة إلى القبعات الفريدة التي كتبت عليها الجملة الشهيرة "واش فهمتيني ولا لا". ولسنا هنا لتوضيح الواضحات، ولا لتفسير المقصود من إدراج الحمير المسكينة في مسيرة سياسية بالعاصمة الرباط صد حكومة بني آدم، وليس مسيرة حيوانات في حديقة الحيوانات، لأن تفسير الواضحات من المفضحات.
لسنا هنا لنشرح باختصار شديد أن مسيرة السي شباط شبهت حكومة السي بنكيران بالحمير، طبعا مع الاعتذار الشديد للسيد رئيس الحكومة ولحكومته، فحتى لو اختلفنا مع عطاءها الغائب منذ تشكيلها، اللهم في ما يتعلق في الرفع من الأسعار، فإنه لا يمكن ولا يصح التشبيه إطلاقا.
لكن، الفريد في قصة الحمير التي رافقت المتظاهرين في مسيرة حزب الاستقلال، ولعلها المرة الأولى في تاريخ الأحزاب السياسية التي تجر فيها الحمير جرا إلى مسيرة احتجاجية، وهي لا تعرف المسكينة أنها تشارك في احتجاج ضد رئيس حكومة وليس ضد رئيس حديقة الحيوانات، هو أن هذا الشرف الذي أتاحته لها مسيرة حزب عريق في المغرب، كان شرفا ناقصا.
الحمير، كرم الله وجهكم، حضرت في جل صحف يوم أمس، بل وصل إعهاع مشاركتها النبيل إلى صحف خارج المغرب، باستثناء جريدة حزب الاستقلال "العلم"!!
التغطية التي قامت بها الجريدة يوم أمس وعلى أربع صفحات، بما في ذلك الصفحة الأولى، اختفت فيها المشاركة الرمزية والقوية في آن الوقت للحمير. ولا حمار واحد في صورة صغيرة جانبية في الخمس صفحات، فما كل هذا الاعتداء على نضالات الحمير؟!! المهم، معذرة، لكم وللحمير، فاقتطاع الحقوق لا يخفف مظالمه سوى الاعتذار، ولو علم السي شباط بهذا الاعتداء الذي طال مشاركة الحمير في مسيرته، لاعتذر على الفور، فالرجل زعيم حزب عريق قاد مسيرة الحقوق منذ الاستقلال.