ذكرت تقارير صحفية أن نجاح جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي موساد في تصفية القيادي العسكري في حركة حماس محمود المبحوح، بدبي في الشهر الماضي رغم عدم تبنيه رسميا لهذه الجريمة، قد رفع من شعبيته بين الإسرائيليين الى مستويات غير مسبوقة. وقالت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها من القدسالمحتلة، انه مع الكشف عن مزيد من التفاصيل الخاصة بعملية تصفية المبحوح وتداعيات ذلك على الصعيد الدولي، فان اسرائيل تشهد ما يمكن تسميته الهوس بالموساد حيث زاد عدد الاشخاص الذين يتصفحون موقعه على شبكة الانترنت واعداد كبيرة من الشبان الاسرائيليين تقدموا بالطلب للعمل في صفوفه. ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس الموساد السابق ايلان مزراحي قوله ان الجهاز قد استعاد ايام مجده الغابرة . ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي عن تقرير الصحيفة إشارته الى ان العديد من الدول وجهت اللوم الى الموساد لقيامه بعمل غير احترافي في دبي بسبب ترك عملاء الجهاز وراءهم الكثير من الادلة من صور وبصمات وحامض نووي الا ان اسرائيل تنظر الى العملية باعتبارها عملا متقنا. ومن بين مؤشرات ارتفاع شعبية الجهاز زيادة مبيعات موديل النظارات التي ارتداها 14 من اعضاء فريق القتل في دبي اما القمصان التي تحمل شعار الجهاز فباتت تباع في المحلات. الى ذلك، أعلن عميل سابق في الاستخبارات الاسرائيلية ان عناصر الموساد يستخدمون بانتظام جوازات سفر استرالية مزورة. وقال فيكتور اوستروفسكي العميل السابق لدى «الموساد» لاذاعة «اي بي سي» الاسترالية، اول من امس، ان الموساد استخدم جوازات سفر استرالية مزورة في عمليات اخرى سبقت عملية قتل المبحوح التي حملت شرطة دبي مسؤوليتها لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي . واعتبر انه من السهل لعملاء الموساد ان ينتحلوا شخصيات استراليين لان القليل من الناس في الشرق الاوسط يعرفون هذا البلد . واضاف: لقد انتحل اشخاص هوية استراليين ليس فقط مرة واحدة وانما مرات عدة . بصمات وراثية في هذه الأثناء، اكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، امس، امتلاك بصمات وراثية وبصمات اصابع تعود لافراد من المجموعة التي تتهمها الامارة بقتل المبحوح الشهر الماضي في دبي. وردا على قول بعد الجهات ان الصور التي قدمتها شرطة دبي للقتلة المفترضين لا تشكل دليلا جنائيا حقيقيا، اكد خلفان لقناة العربية : «عندنا دي ان ايه (الحمض الريبي النووي)... في مسرح الجريمة. البصمة الوراثية موجودة للقتلة . واشار الى وجود دليل قطعي لبصمة وراثية لاحد القتلة اضافة الى بصمات ايادي تعود لاشخاص عدة. واعتبر ان هذه البصمات تمكننا 100 في المئة من تحديد هويات قتلة المبحوح الذي عثر عليه جثة هامدة في غرفته الفندقية في دبي في 20 يناير الماضي وأعلن خلفان، امس، انه سيتم تشكيل فريق امني دولي لملاحقة ال 26 شخصا الذين تتهمهم شرطة الامارة باغتيال المبحوح. إسرائيل أكثر أمناً في هذه الأثناء، تساءلت مجلة ايكونوميست الاقتصادية ما إذا كان قيام الموساد بتصفية المبحوح قد جعل إسرائيل أكثر أمناً؟ وأشارت إلى أن عملية اغتيال القيادي في حماس التي اتهم عناصر الموساد بارتكابها، أعادت إلى الأضواء الحديث عن فعالية واتجاهات وقيادات الجهاز، ووضعها تحت المحك. ونقلت صحيفة الخليج الإماراتية عن المجلة: أن المسؤولين الإسرائيليين لا يعتبرون أن الكيان يتحمل أية مسؤولية تجاه جريمة اغتيال المبحوح، ويشيرون إلى أن الاتحاد الأوروبي رغم إدانته القوية لجريمة الاغتيال، واستدعاء ثلاث من دوله لسفراء إسرائيل للاستيضاح منهم بشأن استخدام القتلة جوازات سفر هذه الدول، فإن القضية باتت منحصرة في الجوازات أكثر منها في جريمة الاغتيال نفسها، فضلاً عن أن أية دولة لم تحمّل الموساد مسؤولية العملية . وتشير ايكونوميست إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يقعون في تناقضات، فهم يزعمون من ناحية أن الموساد غير متورط في جريمة الاغتيال، وفي الوقت نفسه يرسمون صورة مفادها أن عملية تصفية المبحوح إنما هي جزء من حرب أوسع تتعاون فيها أجهزة المخابرات الإسرائيلية والغربية، بل يدعي المسؤولون الإسرائيليون أن حماس هي عدو الغرب مثلما هي عدو إسرائيل مثلما هو حزب الله، والحركة والحزب في الزعم الإسرائيلي وكلاء لإيران تمدهم بالمال والسلاح والتدريب . قال مسؤول على صلة بالموساد إن الغربيين يقدرون ويتعاطفون مع الرؤية الإسرائيلية فالمبحوح حسب قوله خاطف، وقاتل، ومورد أسلحة خاصة من إيران ، أضاف إسرائيل تسعى بكل السبل لمنع تدفق السلاح خاصة الصواريخ إلى غزة لذلك فهي تهاجم سفناً في القرن الإفريقي، ودمرت قافلة شاحنات في شمال شرق السودان كانت تهرب أسلحة إلى غزة” . وشدد على ان الحكومات الصديقة تعرف هذه الخلفية الواسعة لذلك فهي وافقت بالكامل على خطة تصفية المبحوح . وذكرت المجلة ان دوائر استخبارية اسرائيلية غير مرتاحة للعملية التي نفذت في دبي، وترغب هذه الدوائر في ان يتنحى رئيس الموساد مائير داجان من منصبه الذي يتسنمه منذ 8 أعوام، لكن هذه الدوائر تشير الى ان داغان يرفض ان يفسح المجال لجيل شاب، بل إنه عمل بجد على خنق أي امكانية لخلفاء محتملين، الأمر الذي صعب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقالة داجان