أعلنت النيابة العامة في دبي, أنها أصدرت مذكرة توقيف دولية في حق جميع المتهمين بقتل محمود المبحوح، المسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدبي في شهر يناير الماضي.وأوضحت النيابة العامة أن إصدارها لهذه المذكرة في حق المتورطين في مقتل قيادي حركة حماس يأتي بسبب إقدام هؤلاء الجناة على ارتكاب جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد للمجني عليه على أرض إمارة دبي, وهي الجريمة المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأشار عصام عيسى الحميدان، نائب عام إمارة دبي, في تصريح صحفي، أمس الأربعاء, إلى أن الأوامر صدرت استنادا إلى القوانين السارية بالدولة, بما في ذلك قانون التعاون القضائي الدولي في المسائل الجنائية والاتفاقيات المبرمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والدول التي ينتمي إليها المتهمون. وأضاف أن دولة الإمارات ترتبط بتعاون قضائي دولي مع جل بلدان العالم ,يتيح لها طلب تسليمهم أينما جرى القبض عليهم, مشيرا إلى أن نيابة دبي تولت التحقيق في القضية فور وقوع الحادث ,وأمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليه للوقوف على أسباب وطريقة الوفاة واستمعت إلى العديد من الشهود ورجال الضبط القضائي وجرى إجراء المعاينات اللازمة ويجري حاليا استكمال عمليات التحقيق. وكان الفريق، ضاحي خلفان تميم، قائد عام شرطة دبي أكد في لقاء صحفي أول أمس أن 11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية, من بينهم امرأة, ضالعون في هذه الجريمة. وأكد خلفان ثبوت تورط فلسطينيين مقيمين بالإمارات أيضا في الجريمة ,سافرا بعد الحادث الى الأردن, مضيفا أن أحدهما قابل أحد عناصر خلية القتلة قبل تنفيذ الجريمة والمقابلة جرى تصويرها, أما الثاني فكان على تواصل بالأول ,فيما لم يقابل أي منهما المبحوح في دبي. وأشار إلى أن الحكومة الأردنية سلمت أخيرا الفلسطينيين المشتبه بهما إلى شرطة دبي. من جهة أخرى، ردت وزارة الخارجية البريطانية على إعلان دبي أن ستة بريطانيين ضمن خلية اغتيال القيادي الفلسطيني، محمود المبحوح، بالإشارة إلى أن جوازات السفر المعنية مزورة، وأنها باشرت في تحقيقات من جانبها، في الوقت الذي تبين أن خمسة من الذين وردت أسماؤهم وبياناتهم على جوازات السفر التي كشفتها دبي يعيشون في إسرائيل. وبدورها، قالت الخارجية الأيرلندية إنها "لم تتمكن من العثور على أي سجل من جوازات سفر أيرلندية تتطابق تفاصيلها مع تلك التي نشرتها وسائل إعلام إماراتية". وأوضح "لقد مررنا أرقام الجوازات والأسماء عبر قاعدة البيانات ولم نعثر على جوازات سفر بهذه الأسماء أو الأرقام.. هذه الجوازات التي جرى الإبلاغ عنها هي جوازات مزورة". وأردف الناطق الحكومي "أرقام جوازات السفر التي نشرت في صحف الإمارات العربية المتحدة ليست أرقاما ايرلندية، وهي ليست ضمن أي تسلسل نعتمده. وبدورها، ردت الخارجية الفرنسية بالقول إنها "ليست في موقف يتيح لها التأكد من صحة الوثيقة الفرنسية الهوية التي يحملها أحد المشتبه بهم في هذه القضية". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء أن أفراد خلية اغتيال القيادي المبحوح، انتحلوا شخصيات مواطنين إسرائيليين يحملون جنسيات أوروبية. ونقلت صحيفة "هآرتس" أن خمسة ممن وردت أسماؤهم وبياناتهم على جوازات السفر التي كشفتها دبي يعيشون في إسرائيل، ما قد يعني وقوع المخابرات الإسرائيلية في خطأ فادح. ودعت الصحيفة في عنوان بارز إلى إقالة رئيس جهاز الموساد، الجنرال مائير داغان، على خلفية ما وصفته ب"كارثة" دبي. ونقلت الصحيفة أن إخفاقات الجهاز ستثير أزمة مع دول صديقة، مثل بريطانيا وأيرلندا وفرنسا. والتزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت رغم توجيه حركة "حماس" أصابع الاتهام لجهاز الموساد في الوقوف وراء تصفية المبحوح في إمارة دبي الشهر الماضي. يذكر أن السلطات الأمنية في دبي، التي لم تستبعد تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في اغتيال المبحوح، أصدرت الثلاثاء مذكرة اعتقال دولية بحق 11 شخصاً من أعضاء الخلية التي شاركت في تصفيته.