تعهد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، من موسكو أمس الاثنين بالثأر لمقتل أحد قيادي الحركة، محمود المبحوح، الذي اغتيل في دبي الشهر الماضي، من خلال عملية عسكرية داخل إسرائيل، كما اتهم الولاياتالمتحدة بمحاولة نسف مساعي المصالحة الفلسطينية. وقال مشعل في مؤتمر صحفي عقده في موسكو في مقر وكالة الأنباء الروسية - نوفوستي - إن الرد على "الجريمة التي نفذها الموساد" بحق المبحوح ليس حق "حماس" فحسب بل يعتبر واجبا عليها. وأضاف أن حماس وأجهزتها المعنية ستحدد مكان وتوقيت العملية العسكرية التي ستنفذ ردا على اغتياله. وتتهم حركة المقاومة الإسلامية إسرائيل بقتل المبحوح في فندق بدبي في يناير الماضي، وبدورها أعلنت السلطات الأمنية في الإمارة عن عزمها ملاحقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قضائيا، حال ثبوت تورط جهاز المخابرات "الموساد" في اغتيال القيادي الحمساوي. وقالت شرطة دبي إنها تواصل التحقيقات في الحادثة، التي توصلت خلالها إلى أن أشخاصا يحملون جوازات سفر أوروبية نفذوا عملية التصفية. وكانت صحيفة أيرلندية أن أعضاء الخلية التي قامت بتصفية المبحوح، في دبي أواخر الشهر الماضي، استخدموا جوازات سفر أيرلندية في دخول دبي والخروج منها. وعلى صعيد زيارة مشعل لموسكو، قالت الخارجية الروسية إنها تندرج في سياق الحوار السياسي الذي تجريه روسيا مع القوى الفلسطينية الأساسية بهدف المساعدة على استعادة وحدة الصف الفلسطيني. واتهم رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمحاولة نسف مساعي المصالحة الفلسطينية، وذلك عبر ممارسة ضغط على رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس للحيلولة دون إتمام المصالحة. وقال مشعل، في مؤتمر صحفي عقده في موسكو عقب محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين: "إن حماس جاهزة لتوقيع الورقة المصرية للمصالحة بعد إدخال التعديلات التي تطالب بها حماس"، مشدداً على ضرورة الدور المصري، كما رحب بأي دور روسي أو عالمي لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. وأشاد القيادي الفلسطيني بالدعم الروسي ل "حماس"، واعتبره دليلاً على حرص موسكو على التعامل مع كل الأطراف في المنطقة وخاصة اللاعبين الأساسيين فيها، نافياً في الوقت ذاته أي تخفيض من جانب روسيا في علاقتها مع حركة "حماس"، قائلاً "التقيت مع لافروف وسلطانوف وهذا هو اللقاء الثالث". وبدوره، أوضح وزير الخارجية الروسي بأن الهدف الرئيس من محادثاته مع مشعل هو "البناء على الجهود التي تجري بوساطة مصر لتحقيق الوحدة الفلسطينية". وتعد زيارة مشعل إلى موسكو، التي جاءت تلبية لدعوة رسمية من موسكو الثالثة منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية قبل أربع سنوات. وإلى ذلك، بعثت وزارة الخارجية الإسرائيلية باحتجاج إلى روسيا على استقبالها وفد حركة "حماس. وقال موظف رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل بعثت في الأيام الماضية إحتجاجاً لموسكو على زيارة وفد "حماس"، ونقل مسؤولون إسرائيليون قلق الحكومة من استقبال وفد الحركة، "خصوصاً في فترة تجري فيها محاولات لتجديد المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفق التقرير.