رحّبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالموقف البريطاني القاضي بطرد دبلوماسي إسرائيلي ، لضلوعه بجريمة اغتيال القيادي في الحركة الشهيد محمود المبحوح، مطالبةً بضرورة ملاحقة قادة الاحتلال وتقديمهم للمحاكم الجنائية الدولية. واعتبر القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل "إدانة الموساد رسميًا في جريمة الاغتيال، تطورًا ملحوظًا في الموقف البريطاني"، معربًا عن أمله "أن يتبع هذه الإدانة تطورًا على صعيد الشروع في محاكمة قادة الاحتلال الصهيوني وملاحقتهم عن هذه الجريمة، وعن غيرها من الجرائم التي ارتكبتها بحق أبناء شعبنا". وأكّد البردويل في بيان رسمي للحركة "على ضرورة ملاحقة العدو الصهيوني، وتجريم قادته وتقديمهم إلى المحاكم الجنائية بصفتهم مجرمي حرب قد ارتبكوا جرائم ضد الإنسانية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني". من جانبه، أكّد الدكتور سامي أبو زهري الناطق باسم "حماس" على أنّ القرار البريطاني هو دليل قاطع على تورُّط الاحتلال الصهيوني في اغتيال القائد المبحوح، لافتًا إلى أنّ هذا يأتي بالإضافة لمجمل الأدلة الأخرى التي تؤكّد تورطه في ذلك. وحَمّل أبو زهري في تصريح ل"المركز الفلسطيني للإعلام"، الاحتلال الصهيونية مجددًا المسئولية الكاملة عن اغتيال المبحوح، معتبرًا أن الخطوة البريطانية بطرد المسئول الصهيوني غير كافية، موضحًا "أن المطلوب في هذه المعلومات اليقينية والقاطعة ملاحقة القتلة وتقديمهم للمحاكمة". وكانت صحيفة "تلجراف" البريطانية، قد ذكرت في عددها الصادر اليوم، أنّ وزارة الخارجية البريطانية بصدد اتهام الموساد رسميًّا باغتيال محمود المبحوح القيادي في "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العشرين من يناير المنصرم. وفي سياق متصل قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ان الدبلوماسي الذي طردته بريطانيا كان يعمل في السفارة لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد. وذكرت الصحيفة الأربعاء ان الدبلوماسي سيعود الى إسرائيل بعد عطلة عيد الفصح اليهودي أوائل الشهر المقبل ، وان اسرائيل يمكنها استبداله لان العلاقات بينها وبين بريطانيا لم تتضرر بشكل خطير. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على التقارير. من جانبه ، قال مسؤول اسرائيلي انه لن تكون هناك خطوة إسرائيلية مماثلة للرد على الاجراء البريطاني ، وأضاف بعدما طلب عدم الافصاح عن اسمه لن تتخذ اسرائيل تدابير ردا على ذلك. ولن يطرد دبلوماسيون بريطانيون. وأوضح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمام البرلمانأمس الثلاثاء انه طلب سحب أحد أعضاء سفارة اسرائيل من المملكة المتحدة نتيجة لهذا الامر وهذا قيد التنفيذ. وفى الصدد نفسة اتهم مصدر سياسى إسرائيلى مسئول وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند بالعمل لطرد دبلوماسي إسرائيلي من لندن على خلفية تزوير جوازات سفر لإسرائيليين لاغتيال عضو مكتب حركة حماس محمود المبحوح, لاعتبارات انتخابية وباتخاذ سياسة مناهضة لاسرائيل بصورة مطردة. ونقل راديو "صوت إسرائيل" عن المصدر, الذى رفض الكشف عن هويته, قوله إن صفحة القضية قد طويت من ناحية بريطانيا وإسرائيل على حد سواء, مشيرا إلى ان إسرائيل لن تتخذ اى خطوة ردا على القرار البريطانى طرد الدبلوماسي الاسرائيلى. ورأت محافل سياسية فى إسرائيل أن السياسة الداخلية فى بريطانيا هى السبب الحقيقى وراء الخطوة - بعيدة المدى . وكان وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند قد أعلن أمس الثلاثاء أن تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة البريطانية للتحقيق اثبت أن الجوازات البريطانية التي استخدمت في عملية اغتيال المبحوح تعود إلى أشخاص بريطانيين أبرياء. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف قيامها بدور في قتل محمود المبحوح القيادي العسكري في حماس في غرفته في فندق بدبي في يناير الماضي. وقالت اسرائيل انها تأسف للقرار البريطاني وفى المقابل وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في بيان اننا نقيم وزنا كبيرا للعلاقة مع بريطانيا.. لم نتلق أي أدلة على ضلوع إسرائيل في المسألة اغتيال المبحوح.