أمينة موركي و وداد الكشراضي تلميذتان من مدينة اكادير من المتفوقات دراسيا ومن محبات العلم والعلماء أوصلهما طموحهما وحبهما للدراسة والتحصيل لزيارة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بعد مشاركتهما في المسابقة السنوية Space camp ،هذه المسابقة من تنظيم المغرب العلمي بشراكة مع السفارة الأمريكية بالرباط ، لفائدة طلبة المدارس العليا بهدف الاستفادة من منحة دراسية تقود المشاركين للإقامة و التدريب في وكالة الفضاء الأمريكية. Space camp ، مخيم فضائي صيفي بمدينة هانتسفيل بولاية ألاباما التابع لوكالة الأبحاث الفضائية الأمريكية، يفتح أبوابه لكل أطفال العالم من مختلف الأعمار شرط أن يكونوا متفوقين دراسيا وأن يعدّوا شريط فيديو لا تتعدى مدته الزمنية ثلاث دقائق عن مفاهيم علمية دقيقة تُشرح بلغة انجليزية سليمة مبسطة و بليغة، ولقد بلغ عدد المشاركين المغاربة 360 مشاركا و بعد عدة اقصاءات تم اختيار 12 فتاة هن أكثر تفوقا تتراوح أعمارهن بين 15 و 18 سنة، كان من حظ سوس اختيار كل من أمينة و وداد وقد مكنهما هذا الاختيار من خوض تجربة مهمة و الخضوع لعدة تداريب تحاكي ما يقوم به رواد الفضاء، طبعا كل هذا تحت إشراف وكالة "ناسا"، قضت المشاركات وقتا ممتعا تعلمن من خلاله أشياء كثيرة كالسيطرة على مخاوفهن، برامج المخيم كانت غنية ومتنوعة وهادفة وكان للقاء رائد الفضاء دون توماس مع المشاركات نكهة خاصة. خلال المخيم، تم توزيع المشاركات من المغرب على ثلاثة فرق أثناء التدريبات (كل فريق مكون من حوالي 12 مشارك من جميع أنحاء العالم) وقد حصل فريقين على وسامي تفوق: – وسام "كأس القائد" The Commander's Cup ، وسام يمنح للفريق الذي حصل على أكبر عدد من النقط في مختلف التداريب. – وسام "الفريق المتميز" Outstanding Team . سألنا أمينة موركي، التلميذة التي تتابع دراستها بالسنة الثانية باكالوريا شعبة العلوم الرياضية خيار الفرنسية، عن تجربتها في المخيم فعبرت لنا عن شوقها الكبير بالمشاركة في المسابقة منذ النسخة الأولى وهذه السنة فقط تمكنت من المشاركة بفيديو من ثلاثة دقائق تتحدث فيه عن نشأة المجال المغناطيسي للأرض، استفاضت في الحديث عن تجربتها بفرح عارم وأكدت رغبتها الملحة في النجاح والتفوق لمواصلة طلب العلم و التطلع لدراسة علم الفلك مستقبلا، وهو الحلم الذي راودها بشوق أكبر وهي تزور وكالة الفضاء. واصلت أمينة سرد تفاصيل الرحلة، فقد زارت ومن معها ممن حظوا بهذا الامتياز واشنطن العاصمة وتجولوا في رحابها مرورا بالبيت الأبيض و وزارة الداخلية وعدد من المتاحف و المعالم التاريخية ؛ لم تغفل أمينة أن تفتخر بكون بلدها المغرب هو البلد الشمال افريقي والشرق-أوسطي الوحيد الذي مثل في هذا الاستحقاق الهام. اختيرت أمينة، نموذج التلميذة المجدة الطموحة، من بين 360 مشاركا ومثلت مؤسستها وكللت رؤوس أساتذتها ومؤطريها الذين تتقدم لهم بأبلغ عبارات الشكر والامتنان، فهم صانعوا تميزها وتفوقها، ولم تنس أن تشكر كل الأصدقاء الذين ساندوها بالتصويت في المرحلة النهائية للمسابقة. نتمنى لأمينة و كذا كل المشاركين في المخيم بتحقيق آمالهم وأن يكونوا مصدر الهام لأطفال و تلاميذ كثر، فبالعلم و الجد والعمل و الطموح تتحقق الأماني و تنتفي الصعاب.