وجه القضاء الإسباني إلى مغربي يدعى"عبد العزيز المرابط" تهمة الضلوع في تفجيرات مدريد الإرهابية ليوم 11مارس 2004، التي خلفت حوالي 191 قتيلا وحوالي 1800 من الجرحى والمعطوبين. وذكرت مصادر قضائية إسبانية أن طلبا بهذا الخصوص وجه يوم الجمعة الماضي إلى السلطات القضائية المغربية، لتتولى محاكمة المتهم،على خلفية المنسوب إليه من أفعال، وفقا للاتفاقيات المبرمة بين البلدين في هذا الصدد. ويتهم قاضي المحكمة الوطنية بمدريد، إلووي فيلاسكو، المكلف بمتابعة ملفات الإرهاب، المرابط بالانتماء إلى المجموعة التي نفذت عملية الهجوم الدموي على محطة قطارات الضواحي في العاصمة الإسبانية، مشيرا إلى أن "المرابط" متابع ومبحوث عنه دوليا بموجب أمر دولي بالاعتقال، الأمر الذي مكن من اعتقاله منذ حوالي شهر، حسبما بثته وكالة" إيفي" الإسبانية نقلا عن المصادر الإسبانية. ويشير الاتهام الإسباني إلى أن المرابط، المولود عام 1978، والمعروف أيضا بأسماء حركية مستعارة أخرى من بينها "الشافي، والصحافي، ورشيد" يعد واحد ا ضمن أفراد المجموعة المتطرفة التي كانت تقطن بعمارة في بلدة "سانتا كروما" بإسبانيا ، يطلق عليها اسم "القلعة" أو حصن المجاهدين، والمعتبرة بمثابة مركز حيوي للجماعة الإسلامية. وتعتقد الجهات الأمنية أن ذلك المكان "القلعة" وفر مختلف أنواع المساعدة اللوجيستية والغطاء كما ضمن والإيواء لبعض عناصر المجموعة الإرهابية الذين فروا بعد الهجوم الإرهابي حيث وجدوا الملاذ فيه ومنه استمروا في الدعوة للجهاد في العراق. وطبقا لما أدلى به شهود، فإن المرابط كان يتردد على "القلعة" لحضور اجتماعات بها، ويحرص على أن لا تتسرب أخبار عنها أو يقترب منها أحد . ويعتقد أنه كان رأس المجموعة ،حسب الإفادات التي أدلى بها أحد قاطني نفس المكان، وهو مغربي يدعى عبد الله المودن، إلى المحققين الأمنيين. وتنقل وكالة "إيفي"الإسبانية عن الأمن أنه بتوفر على دلائل قاطعة بأن المرابط أقام بالمكان المذكور على الأقل منذ 28 يونيو 2004 إلى غاية 4 أغسطس من نفس السنة، وهي الفترة التي تردد خلالها على المنزل عناصر الشبكة الإرهابية الفارين بعد اعتداءات 11 مارس. وتضيف ذات المصادر الأمنية أن المغربي محمد بلحاج، الذي اكترى الشقة التي انتحر بها أغلب الانتحاريين بحي" ليغانيس" بمدريد، والذي صدر حكم بحقه في المغرب بالسجن ثماني سنوات، صرح (بلحاج) للمحققين المغاربة أن المرابط زاره عام 2005 في بلجيكا ليسلمه مبلغ 1200 أورو، وجواز سفر مزور. وعندما ألقي القبض يوم 15 يونيو من نفس العام على قاطني شقة "القلعة" في إطار عملية أمنية أطلق عليها اسم "تيغريس" فإن المرابط هو الذي أخبر مورطا آخر يدعى عمر النخشة، حيث تمكنا من الفرار معا وحلا ببلجيكا وفيها اجتمعا ببلحاج. وبعد مرو ثلاثة أيام سافر الثلاثة، ودائما حسب رواية القاضي الإسباني ، إلى تركيا ورافقهم في رحلتهم، حماد الحسيني. وهذا الأخير تدرب على أساليب القتال إلى جانب جزائري معتقل حاليا ببلاده يدعى "فريد شبيرا" في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة. ومن هناك حاول المرابط الدخول إلى العراق رفقة هارب آخر من إسبانيا هو داود أوحنان، لكنه فشل في تحقيق هدفه. وترى مصادر قضائية إسبانية أن هذا التطور يشكل المرحلة الأخيرة في فصول متابعة العناصر المغربية المورطة في هجمات مدريد. وتجدر الإشارة إلى أن القضاء المغربي،سبق أن أدان كلا من عبد الإلاه أهريز، وهشام حميدان، وبلحاج المذكور. فقد حكم على الأول بالسجن مدة 20 سنة وعلى الثاني بنصف العقوبة.