ظاهرة غريبة انتجتها العملية الانتخابية للتشريعيات الاخيرة، فبعد ان كان البرلماني يمثل الاقليم ويدافع عنه في قبة البرلمان، اصبح برلمانيو اقليمالحسيمة، يدافعون عن مناطقهم فقط دون باقي المناطق في الاقليم، وهو ما يظهر من خلال الاسئلة الشفوية والكتابية التي يوجهونها الى الحكومة. واخر تجليات هذه الممارسة هو السؤال الشفوي الذي وجهته البرلمانية رفيعة المنصوري عن حزب الاستقلال، امس الاثنين الى كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، حيث طالبت من الحكومة بناء المركب الجامعي المقرر احداثه بالإقليم بمسقط رأسها تارجيست دون منطقة اخرى. هذه الممارسة لا تنطبق على البرلمانية المنصوري فقط، فقد سبق لزميلها نور الدين مضيان ان طالب بدوره في سؤال كتابي موجه الى وزير الثقافة والاتصال، بإحداث مراكز ثقافية بمسقط رأسه بني عمارت وهي الجماعة التي يترأسها منذ عقود. غير ان الفضيحة الكبرى هي التي قام بها البرلماني عبد السلام اليوسفي الذي خلف محمد لعرج في منصبه، والذي يرأس في نفس الوقت جماعة ايساكن، حيث انه يوجه اسئلة كتابية بالجملة الى الحكومة تهم فقد جماعة اساكن مسقط راسه، لدرجة اتهمه البعض باستغلال منصبه كبرلماني يمثل كافة ساكنة اقليمالحسيمة، لتحقيق اهداف انتخابية ضيقة، وانه لا يفرق بين منصبه كرئيس جماعة اساكن ودوره كبرلماني يمثل الاقليم.
وتمحورت اسئلة عبد السلام اليوسفي المنتمي لحزب الحركة الشعبية، حول احداث مراكز لإيواء المسنين ومحاربة الادمان ، ومرافق شبابية ، وقباضة ، وكذا احداث مستشفى محلي ، وسوق اسبوعي ، ومحطة طرقية، اضافة الى الرفع من الميزانية التي تمنحها الدولة لجماعة اساكن. وفي الوقت الذي يرافع فيه بعض البرلمانين عن مناطقهم داخل اقليمالحسيمة، نجد برلمانيين اخرين لا يسمع لهم اي صوت داخل قبة البرلمانية خصوصا فاطمة سعدي ومحمد الحموتي عن حزب الاصالة والمعاصرة، واللذين اختارا التزام الصمت، والاستمتاع بالتعويضات الشهرية التي يحصلان عليها.