يعيش حزب الاصالة والمعاصرة بالحسيمة خلال الاشهر الاخيرة، وضعية تنظيمية لا يحسد عليها بعد ظهور انشقاقات في صفوفه، يجمع المتتبعين انها ناجمة عن فشله في التعامل مع الوضع الذي يعيشه الاقليم منذ انطلاق الحراك الاحتجاجي. ورغم ان الحزب يَعتبر الاقليم قلعته الانتخابية، إلا ان قياداته المحلية والوطنية تعرضت لانتقادات واسعة وصلت حد تصنيفه كطرف في الازمة، الامر الذي جنى على الحزب غضب الدوائر العليا في البلاد، واثر سلبا على موقعه داخل اللعبة السياسية. ورغم التحركات التي قام بها مؤخرا كل من القيادي محمد الحموتي المقرب من الياس العماري وعزيز بنعزوز عضو المكتب السياسي، لتجاوز التصدع الذي عرفه بيت الحزب بالإقليم عبر عقد لقاءات مع رؤساء الجماعات البامية، الا انها باءت بالفشل بعد رفض بعض الرؤساء المشاركة في هذه الاجتماعات، كما حدث في امزورن والحسيمة اكبر بلديات الاقليم. التصدع الذي يعرفه حزب الياس العماري ظهر بشكل جلي بعد توقيع مجموعة من رؤساء الجماعات المنتمين للحزب عريضة موجهة لوالي جهة طنجةتطوانالحسيمة لإحداث نواة جامعية بجماعة بآيت قمرة، في الوقت الذي يدافع فيه عدد من رؤساء جماعات أخرى منتمين الى "البام" على مقترح احداث مشروع النواة على تراب جماعة بني بوعياش. هذه العريضة لم تمر مرور الكرام، فقد علمت شبكة دليل الريف ان محمد الحموتي وجه بصفته البرلمانية مراسلة لجميع الموقعين على العريضة يطالبهم بتقديم تفسير عن توجيههم هذه المراسلة دون العودة الى اجهزة الحزب، معتبرا ان هذه الخطوة تهدد بانشطار الحزب، وتنعكس سلبا على تماسكه. احد الرؤساء الموقعين على العرضية قال لشبكة دليل الريف ان الحموتي لا يحق له طلب استفسار من رؤساء الجماعات، لكونه لا يتوفر على سلطة الوصاية عليهم، وان هذا الامر من اختصاص الامناء الاقليمين والمحلين، وكذا المكتب السياسي للحزب. واعتبر ذات المتحدث الذي فضل عدم ذكر اسمه استفسار الحموتي استفزازيا، مرجحا عدم التعامل معه من طرف رؤساء الجماعات الموقعين على العريضة.