انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي و عبرها كل المهتمين بالمشهد السياسي المغربي، على خلفية حقيقة الرسالة التي نسبها محمد زيان الأمين العام للحزب الليبرالي المغربي للناشط ناصر الزفزافي المعتقل بسجن عكاشة، حيث شابت هذه الرسالة الكثير من الضبابية و اللبس، سيما و أن مندوبية السجون نفت في بلاغ لها أن تكون الوثيقة قد سربت من السجن و أن ناصر الزفزافي، نفى في تصريح مكتوب، تسليمه رسالة للمحامي محمد زيان. و أضافت المندوبية في بلاغها، أنها عازمة على تقديم شكاية للجهات القضائية المختصة بطلب فتح تحقيق في الرسالة التي توصل بها، والتحقق من المصدر الفعلي للرسالة المنشورة وأوضحت المندوبية انها ستقوم بمنع زيان من التواصل مع نزلاء المؤسسة لخرقه للقوانين المعمول بها في هذا الشأن.
و في سياق أخر جزم الكثير من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه الرسالة من هندسة محمد زيان و مشكوك في مصداقيتها، لان كتابتها في السجن بهذه الطريقة المريحة (فوق الطاولة) و على أوراق نظيفة و مرتبة من حجم (أ4)، عوض أن تكتب خفية على أجزاء الأوراق الملفوفة على علب المواد الاستهلاكية أو ما شابه، نظرا لكون ناصر الزفزافي من المرجح ان يحاط بمراقبة استثنائية و تفتيش دقيق خلال زيارته من طرف المحامين أو عائلته بسبب التفاعل الغير المتوقع مع رسائله من طرف المحتجين.
و يرى متتبعين أن دخول محمد زيان على خط قضية معتقلي حراك الريف لها مقاصد و غايات سياسية صرفة، و أن تحركاته يحكمها الهاجس الحزبي-السياسي اكثر من اي شيء اخر، حيث اتضح ذلك منذ الوهلة الاولى حين قدم والد ناصر الزفزافي كهدية لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران المجروح و الطامح في العودة من جديد الى رقعة الشطرنج، لتصفية حساباته السياسية مع الذين أسقطوه من على رئاسة الحكومة، و هذه المرة من خلال استعمال محمد زيان، خصوصا و ان لعبد الاله بنكيران الباع الكثير في تبني "الذئاب المنفردة" التي تثور هنا و هناك و لعل أفضل نموذج على ذلك، تبنيه لنجيب الوزاني خلال الانتخابات التشريعية السابقة و قبله محمد الوفا الذي لم يبتلعه حميد شباط خلال دعوته للانسحاب من الحكومة السابقة... .