مع اقتراب الدخول الجامعي الجديد ترتفع السومات الكرائية للشقق والغرف بشكل كبير في الأحياء القريبة من كلّيات الجامعات المدن المغربية ونخص بالذكر (مراكش،أكادير،الدارالبيضاء،الرباط…)، ما يجعل الطلبة والطالبات الوافدين على تلك المدن يجدون صعوبة بالغة في الحصول على مأوى، خصوصا وأنّ الحي الجامعي يعرف اكتضاضا كبيرا أو عدم وجوده بتاتا في البعض من المدن . هذا الارتفاع الصاروخي الذي همّ أسعار كراء الشقق والغرف بالأحياء المحيطة بالجامعات المغربية ، يفرض على الطلبة المنتمين إلى الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود الى اقتسام غرفة واحدة بأربعة أو خمسة أشخاص أو أكثر في بعض الأحيان ، وهو ما يخلق جوّا غير مُساعد على الدراسة. هذا الارتفاع “المهول” لأسعار الشقق والغرف، التي يصل سعر كرائها في الأحياء المحاذية للجامعة إلى 1000 درهم للغرفة أو أكثر ، يؤدّي في حالات أخرى إلى حرمان الطلبة من الالتحاق بالجامعة، كما هو حال بعض الطلبة. والنموذج من مدينة سوس أكادير إذ أن بعض الطلبة قدما إلى أكادير من مدينة أكذز اقليم زاكورا(كنموذج) رفقة بعض أوليائهم. الأولياء تفاجئوا بالأسعار الملتهبة للغرف، حيث كانوا يتوقعون أن يجدوها في حدود 500 درهم، وعندما تعبوا من البحث، اهتدوا إلى صاحبة منزل مُعَدّ للكراء للطالبات أو الطلبة، غير أنّ جواب صاحبة البيت صدمهم ، عندما أخبرتم بأنّ سعر كراء غرفة واحدة هو 1000 درهم وبشروط أخرى عجزية.(مثال:أن يكونوا أربعة أفراد في الغرفة على الأقل..) يقول احد الأولياء “مصدوم” بحسرة. “ بغينا ولادنا او بناتنا ايْقراوْ ولكن هادشي بزاف عليا واش المعانات حتى في المدينة ”، …معاناة الطلبة والطالبات الوافدين على أكادير، للالتحاق بجامعة ابن زهر،تبتدأ منذ نجاحهم في السنة السادسة ابتدائي فمعظمهم يكون بعيدا عن المدارس الإعدادية والثانوية، ومنذ ذلك الحين وهم يتوافدون الى مدن أو قرى اخرى ويتحملون سومة الكراء والإبتعاد عن أهاليهم من أجل اتمام الدراسة، هذا فيما يخص الطلبة أما الطلبات فمنهن من يتبخر حلمهن بالشهادة الابتدائية لحكم ظروف الأبوان ومنهن من يتابعن حتى المستوى الإعدادي أو الثانوي . كل هذه الإكراهات رغم بساطتها وتجاوز البعض منها في الوقت الراهن،إلا أنها لا تقتصر فقط على غلاء أسعار كراء الشقق والغرف في المدن(أكادير كنموذج)، بل تبتدئ بمجرّد الشروع في البحث عن شقة أو غرفة، إذْ يتحتّم عليهم دفعُ إتاوات للسماسرة، الذين يتعاملون مع الطلبة حسب “جودهم وكرمهم”. فمنهم من يطالبك ب البك ب 300درهم أو أكثر لتوسطه بينك وبين صاحب الغرفة أو الشقة، أما صاحب العقار ‘السمسار'الموثوق منه فهو يطالبك بالنصف ‘أي إذا كانت الغرفة التي ستكترى بثمن 1000درهم في الشهر فإنك آنداك مجبر لتأدية ثمن توسطه الذي يعادل النصف (500درهم) بالإضافة إلى أن منهم من يطالبونك بتأدية ثمن شهرين متتابعين . فكيف لطالب كان حلمه النجاح في الباكالوريا ومنحدر من أسرة بسيطة ومن أبوين ربما بدون دخل شهري أن يسدد هذه المصاريف كلها وكيف له إذا سددها أن يلتحق بالجامعة وهو في انتظار منحة جامعية قد تأتي أو لا تأتي . للإشارة فإنّ جامعة ابن زهر بأكادير يفِد عليها الطلبة من الأقاليم المكوّنة لجهات المملكة الجنوبية الأربع، ما يخلق اكتظاظا كبيرا داخل مدرّجاتها، خصوصا في ظل الازدياد المتواتر لأعداد الطلبة الذين يفدون على الجامعة مع حلول كل موسم جامعي. وكانت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بسوس، والذي يقود الحكومة، ويتولّى حقيبة التعليم العالي، قد حذّرت، في بيان لها خلال شهر غشت من السنة الماضية من “الآثار السلبية المُحتملة على الصعيد التربوي والعلمي والأمني لتزايد عدد الطلبة المقبلين على مختلف الكليات التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير”. والذين قدّرت الهيأة عدد الذين سيتابعون دراستهم بالجامعة بأزيد من 80 ألف طالب،(حسب تقرير سنة 2013) مُنحدرين من الأقاليم الثمانية عشرة المُشَّكلة للجهات الجنوبية الأربع للمملكة”.