مع اقتراب الدخول الجامعي الجديد ارتفعت السومات الكرائية للشقق والغرف بشكل كبير في الأحياء القريبة من كلّيات جامعة ابن زهر بمدينة أكادير، ما يجعل الطلبة والطالبات الوافدين على المدينة يجدون صعوبة بالغة في الحصول على مأوى، خصوصا وأنّ الجامعة تعرف اكتظاظا كبيرا، بسبب تغطيتها لنسبة 58 بالمائة من مجموع التراب الوطني. هذا الارتفاع الصاروخي الذي همّ أسعار كراء الشقق والغرف بالأحياء المحيطة بجامعة ابن زهر، يفرض على الطلبة المنتمين إلى الفئات الاجتماعية الهشّة اقتسام غرفة واحدة بأربعة أو خمسة أشخاص، وهو ما يخلق جوّا غير مُساعد على الدراسة. هذا الارتفاع "المهول" لأسعار الشقق والغرف، التي يصل سعر كرائها في الأحياء المحاذية للجامعة إلى 1000 درهم للغرفة، يؤدّي في حالات أخرى إلى حرمان الطلبة من الالتحاق بالجامعة، كما هو حال طالبتين قدمتا إلى أكادير من سيدي إفني رفقة والدتهما. السيّدة تفاجأت بالأسعار الملتهبة للغرف، حيث كانت تتوقع أن تجدها في حدود 500 درهم، وعندما تعبت من البحث، اهتدت إلى صاحبة منزل مُعَدّ للكراء للطالبات، غير أنّ جواب صاحبة البيت صدمها، عندما أخبرتها أنّ سعر كراء غرفة واحدة هو 1000 درهم. "في مدينة سيدي إفني يمكن أن تستأجر شقة ب700 درهم، وكنتُ أتوقّع ألا يتجاوز سعر استئجار الغرف بمدينة أكادير 500 درهم، لكنني تفاجأت أنّ السعر يصل إلى 1000 درهم، بغيتْ بناتي يْقراوْ ولكن هادشي بزاف عليا"، تقول السيدة "المصدومة" بحسرة. معاناة الطلبة والطالبات الوافدين على أكادير، للالتحاق بجامعة ابن زهر، لا تقتصر فقط على غلاء أسعار كراء الشقق والغرف، بل تبتدئ بمجرّد الشروع في البحث عن شقة أو غرفة، إذْ يتحتّم عليهم دفعُ إتاوات للسماسرة، الذين يتعاملون مع الطلبة حسب "جودهم وكرمهم". للإشارة فإنّ جامعة ابن زهر بأكادير يفِد عليها الطلبة من الأقاليم المكوّنة لجهات المملكة الجنوبية الأربع، ما يخلق اكتظاظا كبيرا داخل مدرّجاتها، خصوصا في ظل الازدياد المتواتر لأعداد الطلبة الذين يفدون على الجامعة مع حلول كل موسم جامعي. وكانت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بسوس، والذي يقود الحكومة، ويتولّى حقيبة التعليم العالي، قد حذّرت، في بيان لها خلال شهر غشت الماضي من "الآثار السلبية المُحتملة على الصعيد التربوي والعلمي والأمني لتزايد عدد الطلبة المقبلين على مختلف الكليات التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير". والذين قدّرت الهيأة عدد الذين سيتابعون دراستهم بالجامعة بأزيد من 80 ألف طالب، مُنحدرين من الأقاليم الثمانية عشرة المُشَّكلة للجهات الجنوبية الأربع للمملكة".