الحي الجامعي الحالي بأكَادي عاجز عن تلبية الطلب المتزايد سنة بعد أخرى، فلا الحي المركزي والملحقة قادران معا على حل مشكل الطلبة الذين يفدون عليه من 19إقليما بثلاث جهات جنوبية،في ما يتعلق أساسا بضمان الإيواء،ذلك أن طاقته الإجمالية في أحسن الأحوال لا تتجاوز 3000 طالب وطالبة، هذا في الوقت الذي تعرف فيه جامعة بن زهر هذه السنة رقما قياسيا على المستوى الوطني، حيث بلغ عدد طلبتها بسبع مؤسسات جامعية 50 ألف طالب وطالبة، وبلغ عدد الطلبة الجدد المسجلين برسم الموسم الجامعي2010/2011، حوالي 18ألف طالب وطالبة حسب إحصائيات رسمية. فعندما نسمع هذه الأرقام لايسعنا إلا أن نشد على قلوبنا بأيدينا على هذا التزايد الهائل من الطلبة ومن اكتظاظ المدرجات والقاعات وخاصة بكلية العلوم التي عرفت في بداية هذه السنة تزايدا غير مسبوق في تاريخ الجامعة منذ تأسيسها سنة1984 إلى الآن،هذا في الوقت الذي بقيت فيه الوزارة الوصية ومعها الجامعة خارج التغطية وعاجزة كلية عن حل مشكل عدم ملاءمة العرض الجامعي للطلب المتزايد نظرا لقلة البنايات»المدرجات والقاعات»والتماطل سواء في برمجة كليات بأقاليم أخرى أو توسيع الكليات الحالية،أوفي بناء حي جامعي ثان وإحداث مطعم جامعي كبير. هذا ورغم أن مجلس جهة سوس ماسة درعة قرر في دورته الأخيرة المنعقدة بمدينة زاكَورة في أواخر شهر شتنبرالمنصرم تخصيص اعتماد مالي لتوسيع الحي الجامعي الحالي بإضافة 500 سرير للملحقة و600 سريربالمركز، تبقى مع ذلك هذه العملية محتشمة بالمقارنة مع أحياء جامعية بمدن أخرى لأنها لا تفي بالغرض، ما لم يتم التفكير حاليا في بناء حي جامعي جديد أسوة بالأحياء الجامعية الأربعة بالرباط ( السويسي 1و2، وأكَدال، ومولاي إسماعيل)، مع العلم أن مدينة العرفان بالرباط تضم أحياء أخرى بالمركز التربوي الجهوي وكلية علوم التربية والمعهد الوطني للزراعة والبيطرة.. فجامعة بن زهر بأكَادير تمثل الإستثناء في كل شيء،فهي تضم حاليا 50ألف طالب وطالبة بمؤسساتها الجامعية السبع،ومع ذلك بقيت لمدة 26سنة بدون مطعم جامعي،وبدون حي جامعي كبير يستوعب أكبر عدد من الطلبة والطالبات،والذي كان من المنتظرأن يخفف العبء من مصاريف الكراء و الأكل على الطلبة المنحدرين من عدة أقاليم بعيدة،وكذلك من عبء أسرهم المتوسطة والفقيرة التي تتحمل تلك المصاريف في الوقت الذي كان من الممكن للحي الجامعي والمطعم الجامعي معا أن يخففا هذا العبءنسبيا والجاثم كل موسم جامعي على صدور أسر معوزة. فالحاجة ماسة اليوم إلى إحداث حي جامعي إضافي ومطعمين جامعيين على الأقل لتلبية العدد المتزايد من الطلبة من ناحية الإطعام والإيواء وامتصاص غضب الطلبة الذين ينادون في كل وقفاتهم الإحتجاجية واعتصاماتهم بحل مشكل الإيواء والأكل، أما عملية التوسيع في البنايات والزيادة في الأسِّرة فإنها تبقى حلا ترقيعيا ليس إلا،لأن الغرض منها هو امتصاص غضب الطلبة وذر الرماد في العيون ليس إلا. وحسب ما توصلنا به من مصادر جامعية،بخصوص هذا الموضوع فالدراسات التقنية والهندسية توجد في مراحلها النهائية لإحداث مطعم جامعي داخل الحي الجامعي المركزي لإطعام حوالي4000 طالب وطالبة في اليوم،داخل قاعتين كبيرتين تسع كل واحدة لحوالي500 طالب وطالبة حيث من المنتظر أن يتم استغلال هذه المرافق قبل نهاية سنة2012،في سياق تحسين عيش الطالب. وحسب ما توصلنا به، فغياب مطعم جامعي جعل الحي الجامعي الحالي يؤدي شهريا فاتورة باهظة في الكهرباء تصل إلى مليوني سنتيم شهريا نتيجة استهلاك الطلبة بكثرة للكهرباء داخل غرفهم حيث يستعملونها في الطبخ وغيره،زيادة على إتلاف معدات الحي والمساهمة في اختناق مجاري المياه مما يتسبب في اختناق الصرف الصحي برمي النفايات فيه وبقايا الأطعمة. لكن إحداث المطعم الجامعي مستقبلا سيحد لا محالة من مصاريف فواتيرالكهرباء ومن تداعيات الطبخ داخل الغرف ومن روائحه المنبعثة من كل جنبات الغرف بجناح الطلبة والطالبات على حد سواء،زيادة على ضمان سلامة الطلبة من الحريق. وما يجعل مطلب إحداث مطعم جامعي وحي جامعي ثان،ذا إلحاح كبيرهوأن وزارة التعليم العالي منكبة على إحداث قطب جامعي بحي تيليلا بأكَادير يتضمن كلية الطب والأسنان والمستشفى الجامعي،مما سيضاعف من عدد الطلبة الجامعيين بجامعة ابن زهر بأكَادير،مالم تسرع الوزارة منذ الآن في خلق نواة جامعية بكَلميم والعيون وفتح كلية تارودانت وورزازات في وجه التخصصات الأخرى عوض أن تبقى محصورة في تخصص مهني واحد حتى لا نفاجأ غدا بوصول عدد الطلبة إلى ما يفوق 70ألف طالب أوأكثر. ودليلنا هو أن التسجيل لهذه السنة بكلية تارودانت وورزازات اللتين صرفت عليهما الوزارة عدة مليارات من السنتيم،لم يرق إلى ما كان منتظرا منه بسبب تراجع الإقبال عليهما،بحيث يتجاوزعدد الطلبة المسجلين بهاتين المؤسستين 400 طالب وطالبة بكل واحدة على حدة،وهوما يُطرح معه السؤال حول الغاية من إحداث هاتين الكليتين لتستقطب فقط عددا أقل بكثيرمن عدد تلاميذإعدادية بالوسط القروي. فعلى الوزارة أن تعيد النظر في استراتيجيتها التعليمية بشأن مبادرتها بجعل الكليتين ذات التخصص المهني الواحد واللتين أبانت التجربة الميدانية على فشل هذه المبادرة التي تحمست لها!