لا يجهل أي مهتم و عاقل ما تمثل جمعية اباء وأمهات و اولياء التلاميذ ، كاطار مدني تربوي، و كحلقة وصل وتفاعل أساسية بين المؤسسات التعليمية والأسر و العائلات و المجتمع ، بما تشكله من أهميى خطيرة باعتبارها مكون من مكونات النسيج الاجتماعي و الجمعوي المغربي، و باعتبار امتدادها المجالي الواسع الانتشار، ودينامية اشتغالها التطوعي في خدمة الشأن العام التربوي، بما تضطلع به هذه الجمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ من أدوار مركزية في مد جسور التواصل الفعال والتعاون المستمر مع الهيئات الإدارية العاملة بمؤسسات التربية والتعليم العمومي، ومع مختلف مستويات تدبير المنظومة التربوية، من خلال هياكلها داخل المؤسسة و عبر الإقليم والجهة والوطن ، دون أن نغفل ذكر و بالضرورة مساهمتها الوازنة في توعية وتحسيس الأسر بمجال التربية و التعليم الذي في حضنه يوجد أبناؤهم . و كذا تحفيز هؤلاء الآباء و الأمهات على تقديم الدعم اللآزم للطاقم الإداري و التربوي للمؤسسة و الوقوف بجانب جمعية الآباء لتيسير تدبيرها للشأن التلاميذي داخل المؤسسة لما يعود على الجميع بعظيم الأثر و الفوائد ، و من ثم يحصل الارتقاء بالمؤسسة التربوية والمنظومة التربوية بوجه عام ، متعلمين و معلمين و أساتذة و أطر . أما إن كان مكتب الجمعية مكبلا أو حبيس عقلية متحجرة لا تربط أصحابها أي رابط بالعملية التعليمية و التربوية و لا بالارتقاء بالمنظومة ككل إلى مصاف متقدم ، ففي هذه الحالة نصبح أمام عقلية أخرى متختلفة و متخلفة ، تنضاف لجملة العقبات التي تحول بين التلميذ و بلوغه مقاصده المتمثلة في التحصيل العلمي النوعي و الكمي و التحصين التربوي المستنير و ما يستتبع ذلك في مسلسل عالم التربية و التعليم . فعلا إن دور جمعيات و أمهات و آباء و أولياء التلاميذ دور خطير للغاية لما له من انعكاس سلبي أو إيجابي مباشر على حياة الأسر و المجتمع و الشريحة التلاميذية بالخصوص .