قال رئيس الحكومة المغربية المكلف، عبد الإله بنكيران، اليوم الخميس، إن المناهج والمقررات الجديدة للتربية الإسلامية في المدارس المغربية "لم تستهدف الإساءة إلى الفلسفة". وجاء هذا التصريح الحكومي ردا ما أثارته "الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة" ، حين طالبت بسحب كتابين دراسيين للتربية الإسلامية؛ بسبب ما اعتبرته "إساءة للفلسفة والعلوم الإنسانية". وأضاف بنكيران، في بيان له اليوم اطلعت عليه الأناضول، إن "فقرة واحدة (في أحد المقررات الدراسية) لم يكن القصد منها بتاتا الإساءة إلى الفكر الفلسفي"، معتبرا أن "المغرب يتميز بكونه من بين الدول القليلة التي تعمل على تدريس الفلسفة لثلاث سنوات في التعليم الثانوي(قبل الجامعي)". ومضى قائلا إن "مراجعة المقررات الدراسية شملت حوالي 29 مقررا (كتابا)، في حين أثير النقاش حول مقرر واحد فقط، بسبب عبارة تشير إلى الفلسفة، علما أنه تم إدراج هذه الفقرة لبيان الفكر المتشدد لصاحبها في أفق مناقشته". ويدور الحديث عن كتاب للتربية الإسلامية في مرحلة الدراسة الثانوية يقول منتقدون إنه يتضمن عباراة تعتبر "الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة". وشدد بنكيران على أن "المقررات الدراسية الجديدة لمادة التربية الإسلامية، والتي أعدت (السنة الماضية) بناء على تعليمات ملكية سامية، هي نتاج عمل مشترك لفريق من المختصين في المجال التربوي وأعضاء من المجلس العلمي الأعلى". وكانت "الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة" جددت، في بيان قبل يومين، دعوتها الحكومة ووزارة التربية الوطنية إلى التراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية (الخاصة بالتربية الإسلامية) وسحبها من التداول المدرسي، "درءا للفتنة والتطرف وحفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية". كما طالبت الجمعية بمراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية، و"ذلك بحذف مجزوءتي الإيمان والعلم والإيمان والفلسفة، والحفاظ على استقلالية المجالات المعرفية (…) وصون المدرسة من الصراعات الإيديولوجية والتقاطبات المذهبية". وكانت وزارة التربية الوطنية عملت، بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، السنة الماضية، على مراجعة المنهاج الدراسي لمادة التربية الإسلامية في المراحل التعليمية الثلاث (الإبتدائي، الإعدادي، الثانوي التأهيلي). وفي فبراير 2016، أصدر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، تعليمات إلى وزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية، بضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية، بحسب بيان للديوان الملكي. وأضاف الديوان الملكي أن "هذه المراجعة ترتكز على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي، الداعية إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية (…) وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر".