27 يناير, 2017 - 01:02:00 أكدت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بأن سلسلة كتب "منار في التربية الإسلامية"، تسير عكس التوجيهات الملكية، مبينة أن الاعتراض على نص ابن صلاح الشهرزوري ينبع من كونه نصا لا يستهدف إثارة نقاش بيداغوجي، بل هو توظيف لنص بخلفية إيديولوجية، يروم تصريف موقف يعادي في العمق الفلسفة والمنطق. وقالت الجمعية في بلاغ ترد فيه على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، انها تتشبث بسحب سلسلة كتب "منار للتربية الإسلامية" بالتعليم الثانوي التأهيلي من التداول، نظرا لما يحتويه من إساءة للفلسفة والعلوم وحقوق الإنسان والطفل ومكتسبات الحضارة الإنسانية المعاصرة، "وحفظا على المدرسة من التطرف." وفق تعبير البلاغ. "ولم يأت بلاغ عبد الإله بنكيران بأي جديد مقارنة بمضامين البلاغات التي سبق أن أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني،" يقول ذات المصدر الذي أكد بأن بلاغه الأخير لا يعدو أن يكون إلا استنساخا لما أفادت به الوزارة من قبل. ودعت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، من خلال ذات البلاغ، مختلف المهتمين من أكاديميين ومثقفين وباحثين وفنانين وإعلاميين، للمساهمة في الأيام الدراسية التي ستنظمها الجمعية بالرباط في موضوع، "الفلسفة وسؤال التربية على القيم"، يومي 24 و25 فبراير المقبل، حيث سيتم إصدار "إعلان الرباط من أجل الفلسفة"، الذي سيتم رفعه للمؤسسات الوطنية والدولية المهتمة بشؤون الفلسفة. ويشار أن عبد الإله بن كيران كان قد برئ، من خلال بلاغ أصدره، مقرر التربية الإسلامية، من الإساءة للفلسفة والعلوم، موردا أن مراجعة المقررات الدراسية شملت حوالي 29 مقرراً، في حين أنه أثير النقاش حول مقرر واحد فقط، بسبب عبارة تشير إلى الفلسفة، علما أنه تم إدراج هذه الفقرة لبيان الفكر المتشدد لصاحبها في أفق مناقشته، ولم يكن القصد منها بتاتاً الإساءة إلى الفكر الفلسفي. يورد المصدر. وأثار مقرر جديد خاص بقسم "الإيمان والفلسفة" في مقرر التربية الإسلامية لمستوى السنة أولى بكالوريا، صدر منتصف دجنبر، انتقاد أساتذة ومدرسي مادة الفلسفة في المدارس الثانوية المغربية. ويورد هذا الجزء من الكتاب كلاما لأحد علماء المسلمين يدعى ابن الصلاح الشهرزوري (توفي سنة 643 هجرية) عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة. ويقول الشهرزوري "الفلسفة أسُّ السّفَة والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تلبّس بها قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان". وتم إدراج هذا الكلام في سياق تناول الكتاب للفرق بين الوحي كوسيلة لمعالجة قضايا الحق والخير والجمال بشكل يفضي إلى إيمان "لا شك فيه ولا ارتياب"، والفلسفة التي اعتبرها الكتاب "ليست كفيلة بإرشاد الإنسان إلى الصواب".