يقف اليوم مدرسو ومدرسات الفلسفة أمام تلامذتهم ,في الأقسام وبفضاءات المدارس بشارات حمراء,احتجاجا على ما تضمنته كتب التربية الاسلامية من» تشويه وتحريف لمقاصد الفلسفة الحقيقية، والتي تعتبر مكوناً من مكونات الهوية المغربية» وهو ما خلف استياء عارما في صفوف أساتذة الفلسفة الذين عبروا عن حنقهم الشديد مما ورد في هذه الكتب التي تعتبر تربوية وموجهة للناشئة حيث سارعت الجمعية المغربية لمدرسي مادة الفلسفة لتنظيم اجتماعات مركزية وجهوية في جميع أقاليم المملكة لتدارس أشكال نضالية من أجل دفع وزارة التربية الوطنية للتراجع الفوري عن هذه الكتب وسحبها من التداول المدرسي. وأصدرت الجمعية بالمناسبة بيانا استنكرت فيه المضامين الإصلاحية التي همت كتب التربية الاسلامية في التعليم الثانوي التأهيلي، وهما «منار التربية الإسلامية للجدع المشترك والسنة الأولى بكالوريا» بيان الجمعية طالب وزارة التربية الوطنية، إلى «التراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية وسحبها من التداول المدرسي درءا للفتنة والتطرف وحفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية «، وأكد البيان على أن «مخرجات مراجعة برامج مادة التربية الإسلامية في التعليم الثانوي التأهيلي، كما تم «وضعها بين أيدي ناشئة المغرب في الكتب المدرسية الجديدة، تتضمن تشويهاً وتحريفاً لمقاصد الفلسفة الحقيقية، والتي تعتبر مكوناً من مكونات الهوية المغربية». وطالب في نفس الوقت ب «مراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية، وذلك بحذف مجزوءتي الإيمان والعلم والإيمان والفلسفة والحفاظ على استقلالية المجالات المعرفية بما يخدم التربية والتعلم والتكوين وصون المدرسة من الصراعات الإيديولوجية» بلمختار يدخل على الخط ويوضح: وزارة التربية الوطنية ردت عن بيان الجمعية في بلاغ لها أكدت فيه بأن المرجع الرسمي لتدريس كل المواد الدراسية هو المنهاج الدراسي الصادر عن الوزارة، بكل وثائقه المؤطرة للعمل التربوي، وأن الكتب المدرسية هي وثائق مساعدة اختارت بلادنا، منذ حوالي خمس عشرة سنة تطبيقا للمبادئ المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، أن تكون متعددة ومن تأليف مؤلفين فاعلين تربويين طبقا لدفاتر التحملات المعدة لهذا الغرض. وأضافت الوزارة بأنه وبالرجوع لمنهاج التربية الإسلامية الجديد الذي يستند إلى مبدأ الوسطية والاعتدال، ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة، ويؤكد على تعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي الذي يعطي معنى للوجود الإنساني، والذي تمثل مجزوءة «الإيمان والفلسفة» أحد مظاهره، فإن الوثائق الرسمية تؤكد فيما يتعلق بهذا الموضوع على التوجيهات التالية: أن «التفكير الفلسفي يقوي العقل ويطور التفكير»، وأن للمنهج الفلسفي الموضوعي «أثره في ترسيخ الإيمان» وأن «لا تعارض بين الفلسفة الراشدة والإيمان الحق» « وأكد البلاغ بأن التوجهات الرسمية للوزارة في مجال المنهاج الدراسي تنبني على السعي للتوازن وعدم السقوط في المفاضلة بين المواد الدراسية، نظرا لتكاملها وتظافرها الوظيفي، وفي نفس الوقت عدم مصادرة حق المُتَعلّم والمُتَعَلّمة في السؤال والتساؤل، والتأمل والفهم والتعبير عن الرأي ومناقشة الرأي المخالف بإعمال العقل. وختمت الوزارة البلاغ بالإشارة إلى أنها تبقى منفتحة على كل الآراء التي من شأنها الارتقاء بالعمل التربوي في المدرسة المغربية وتجويد المنهاج الدراسي بما فيه الكتب المدرسية المعتمدة.. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية المغربية لمدرسي مادة الفلسفة , قد دعت في بيانها,مدرسي ومدرسات الفلسفة بمختلف المؤسسات التعليمية، إلى تنفيذ وقفات احتجاجية في فترات الاستراحة الصباحية والمسائية مرفوقة بشرح دواعيها للإدارة التربوية وللتلاميذ والتلميذات والآباء وأولياء الأمور، يومه الأربعاء 21 دجنبر 2016 مع حمل الشارات الحمراء داخل الأقسام وفي فضاءات المؤسسات لها، التربوية لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الأربعاء المقبل.