هاجمت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، في بلاغ لها اليوم الجمعة، مخرجات مراجعة برامج مادة التربية الإسلامية في التعليم الثانوي التأهيلي، معبرين عن "عن إدانتهم الشديدة لمضامينها المسيئة لمادة الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم الحقة والطبيعية لما تضمنته من مس وتشويه وتحريف للمقاصد النبيلة للفلسفة والعلوم، وهي كتب متزمتة تدعو للتعصب والجمود والتطرف ولا تمت بصلة إلى التقاليد المغربية الراسخة في الثقافة الفلسفية والتي تعتبر مكونا من المكونات الأساسية لهوية أمتنا المغربية بدء بأجدادنا الأمازيغ ومرورا بكبار فلاسفة العالم كابن رشد وبن باجة وبن طفيل وبن عربي.. ووصولا الى معاصرينا من أمثال محمد عابد الجابري وعبدالله العروي وعبد الكبير الخطيبي وغيرهم وإسهامات الفكر الفلسفي المغربي المشهود لها قديما وحديثا في الثقافة الإنسانية الكونية..". وأدان بلاغ مدرسي الفلسفة "التوجهات الرسمية للدولة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ويحملهما المسؤولية التامة في الدفع بالبلاد والتعليم إلى الفتنة والتطرف من خلال التأشير على كتب مدرسية متزمتة ترهن فكر ومستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة في شرنقة التطرف وتهيؤها على طبق من ذهب لتكون لقمة سائغة للإرهابيين". وأضاف البلاغ "نذكر الدولة المغربية بأن هذه الإختراقات الإيديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية تسير عكس الإختيارات الإستراتيجية التي تبنتها والمتمثلة في الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان وتشجيع الإسلام المغربي المعتدل والوسطي والمتسامح بما لا يعرض مستقبل المدرسة والبلد للخطر في ظل مناخ إقليمي مهيأ للعنف والتطرف والإرهاب." وكذلك نذكر الدولة المغربية، يضيف ذات المصدر، بالتزاماتها الدستورية والدولية بحماية الفلسفة وتشجيعها تشجيعا للحق في حرية التعبير والتفكير باعتبار الفلسفة حقا إنسانيا كونيا لا يجوز المساس به. ودعا أساتذة الفلسفة "الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية للتراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية وسحبها من التداول المدرسي درء للفتنة والتطرف وحفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية، ومراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية وذلك بحذف مجزوءتي الإيمان والعلم والإيمان والفلسفة والحفاظ على استقلالية المجالات المعرفية والإبستمولوجية بما يخدم التربية والتعلم والتكوين وصون المدرسة من الصراعات الإيديولوجية والتقاطبات المذهبية". وأضاف ذات المصدر "نطالب لدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني إلى محاسبة المؤشرين على هذه الكتب المدرسية المتطرفة والتي لا تراعي منهاج مادة التربية الإسلامية نفسه والداعي إلى الوسطية والإعتدال والتسامح واحترام الآخر والدعوة إلى إعمال العقل وطلب العلم والمعرفة"..