فاطمة الزهراء بناصر، حرباء جميلة، تغير جلدها الفني، وتتأقلم مع أدوارها، جمعت بين الرقص والغناء والتمثيل، وتميزت بنظراتها الثورية، وصوتها المفعم بالحياة، وقبلها وروحها الشفافين، وشخصيتها القوية، بدأت مسارها في "فنون الطباعة" infographie، لتتحول إلى المجال الفني إذ تعرف عليها الجمهور المغربي في "ساعة في الجحيم"، و"دار الورثة" ، "وأخر الشهر"، و"حجر الواد"، والفيلم التلفزيوني "عقبا ليك" الذي كان نجاحه سببا في تحويله إلى سلسلة عرضت طوال شهر رمضان الماضي. • تبدين مثل الحرباء في أعمالك الفنية، ناعمة أحيانا وقوية ومتمردة أحيانا أخرى، هل هناك تشابه بين أدوارك وشخصيتك الحقيقية ؟ (تضحك) ... ما يشاهده الجمهور في الشاشة هي فاطمة الزهراء بناصر الفنانة، لكنني أحاول قدر المستطاع، أداء الأدوار القريبة مني حتى أتمكن من تقديمها بوجه أفضل، وأعتبر دور "صوفيا" في سلسلة "عقبا ليك" يشبهني تقريبا، غير ان صوفيا منطلقة مثل فرس جموح، ولكن فاطمة الزهراء فرس غير جموح، لأن جناحيه مثقلتان بأشياء كثيرة. • ما هي هذه الأشياء؟ لدي مسؤوليات، إذ أعيل عائلتي ماديا ومعنويا، بعد وفاة والدي رحمه الله، لذلك لا يمكنني أن أكون منطلقة بعشوائية، على أن أكون منطلقة ومسؤولة في الوقت ذاته، لأنني سأكون قدوة لإخوتي. • هل تحسين نفسك Iron women؟ يراودني دوما الشعور بأنني امرأة بقلب محارب، تدخل الحياة لإصابة الهدف. • كنت من بطلات سلسلة "عقبا ليك" للمخرج ياسين فنان، كيف تقيمين التجربة، وماذا أضافت إلى مسارك الفني؟ أعتبرها تجربة مشرفة جدا، خاصة أنني تعاملت من جديد مع المخرج ياسين فنان، بعد تعاملنا في "كاريان زومبي"، وأحترم في ياسين التفاني في عمله، وأضاف لي هذا العمل الشيء الكثير ، بعد أن اشتغلت على مساحة كبيرة، بجانب سناء ودنيا، إذ كونا ثلاثي جميل، وعكسنا الوجه الجميل للصداقة بين النساء. • رغم النجاح الذي عرفته السلسة ، إلا أنها عرفت عدة مشاكل بين فريق العمل، ما تعقيبك؟ صراحة جمعتنا علاقات وطيدة يسودها الاحترام والانسجام سواء في ما بيننا نحن الممثلين، والمخرج، أو الفريق التقني، وكان همنا المشترك هو نجاح العمل. • المخرجة فاطمة علي بوبكدي هي من اكتشفت موهبتك الفنية، كيف جرى التعامل معها؟ تعرفت على المخرجة فاطمة علي بوبكدي في "كاستينغ" بمسلسل "أمود" وأذكر أنني أثناء أداء دور "بامو" شعرت بالخوف الشديد، وقلت لفاطمة إنني أخاف من وجود الآخرين معي في مكان التصوير، لكنها شجعتني، وجعلتني أخرج ما في جعبتي من فن، وأنا مدينة لها لأنها آمنت بموهبتي، وجعلتني أؤمن بنفسي، وسأظل أشكرها على فراستها طوال عمري. • تجمعين بين الغناء والتمثيل، لكنك خضت تجربة التمثيل وحدها، هل نقول إنها سرقتك من الغناء؟ عشقت الغناء منذ طفولتي، وشرعت في أداء مجموعة من الأغاني لكبار الفنانين، وسني لم يتجاوز بعد 6 سنوات، وأمي شجعتني، لأنها منفتحة عن الفن، وتغني بدورها، لكن شاءت الأقدار أن أصبح ممثلة، بعد ان اكتشفت شخصيتي في هذا المجال الذي يجمع بين العديد من الفنون الحية. • تتمتعين بصوت جميل ودنيا لديها موهبة في الغناء، متى تصدرين ألبومك؟ وهل هناك مشروع ديو؟ أحلم بإصدار ألبوم مغربي مائة في المائة، أحب التعبير عما يخالجني باللهجة المغربية، وأتمنى أن أقوم بديو مع دنيا بوطازوت، لأننا منسجمتان كثيرا في الأداء والإحساس، ونشتغل على ألحان مغربية تراثية ، وكلمات جيدة ومنقحة. • من تعتبرين قدوتك في الساحة الفنية؟ أعتبر مثلي الأعلى كل فنان يحترم نفسه، ويحترم جمهوره، ويؤمن بالإنسانية مهما اختلفت الجنسيات أو الأعراق. • أين تختفي فاطمة الزهراء الإنسانة والأنثى؟ لا أختفي فأنا إنسانة شفافة "اللي في قلبي على لساني" وحساسة وأحب أن "أدمر"، وثقتي بنفسي عالية، تهتز بطعنات من شخص قريب مني ، وأعترف أن لدي طباعا خاصة، ولكنني لن أغير نفسي ليقبلني الآخرون، وربما لأنني شفافة يعتقد البعض أنني أخفي أشياء كثيرة، غنما سأظل أتصرف كما أنا بعفويتي، وأنوثتي لا أظهرها للناس، لأنها بداخلي أينما حللت. • هل تشبه مواصفات فارس أحلامك المواصفات التي تبحث عنها "صوفيا"؟ (تضحك) ، تقريبا، المهم أن يكون "ولد الناس" يتمتع بالرجولة والنبل والسخاء... باختصار أن يكون شهما وعنيدا و"حرش" ، ولا أهتم بمواصفات الجمال الخارجي، لأنها ليست الأهم... هي تقريبا المواصفات التي وجدتها "صوفيا" في الرجل الذي تزوجته في الحلقة الأخيرة. • هذه بالنسبة للسلسة، ماذا عن الواقع، ألم تتسارع دقات قلبك بعد؟ أتمنى أن يدق قلبي قريبا بحب صادق، وأعتقد أنني في الطريق. • ما هي أحلامك؟ لا أحلم سوى أن أرى والدتي قريرة العين، وأتمنى تحقيق الأشياء البسيطة والجميلة في الحياة. • ما الذي يؤلمك؟ وهل أنت متشائمة؟ ما يحز في نفسي، الصورة التي تروج للمرأة الغربية في المشرق، ويؤلمني أن يتحدث أحد عن بنات بلدي بسوء، لأن المغربيات لسن "سحارات" بل هن فاتنات بأخلاقهن وثقافتهن ، وما يقال عنهن خاطئ ، وأتمنى أن أموت معززى مكرمة في بلدي الحبيب ولست متشائمة بل واقعية. • ما هي الأدوار التي يستهويك أداؤها؟ كل دور يبرز واقع المرأة المغربية بمختلف مكوناتها ، وأتوق على أداء دور الموت. • ما جديدك الفني؟ أشتغل حاليا، مع المخرجة جيهان البحار في فيلم تلفزيوني، أجسد فيه دور لاعبة كرة قدم، وهو دور أعجبني كثيرا، وفيلم تلفزيوني مع المخرج هشام الجباري، يعالج تيمة الظلم والخيانة في الوقت نفسه، وهو دور مركب يجمع بين هاتين الصفتين، كما تلقيت بعض العروض السينمائية، ومازلت أدرس هذه المشاريع، وأشتغل في فيلم قصير للمخرجة نرجس النجار.