قال الشيخ محمد الفيزازي، إن نقاش الإرث الدائر في تونس حاليا لن يعرف طريقه إلى المغرب، لأن إمارة المؤمنين في المملكة المغربية ضامنة للاستقرار وتوفر نظاما متكاملا ذو مرجعية إسلامية ينص عليه دستور البلاد. ووصف الفيزازي، في تصريح للموقع ما يجري في تونس ب"اللعب"، وأن العدوى لن تنتقل إلى المغرب، لأن الأرضية ليست كتلك الموجودة في تونس، ولم يستبعد الفيزازي ظهور أصوات في المغرب ستنادي وتهرول إلى "تقليد" تونس في هذه الخطوة، لكن دعوتها ستجعل من النقاش دون جدوى، لأن مسألة الإرث محسومة بنصوص قرآنية واضحة وأهل الاختصاص سبق لهم الحسم في هذه المسألة.
وأضاف الفيزازي، أنه لا يمكن لنا إلغاء الدستور الذي يعتبر المغرب دولة إسلامية، حتى يتنسى لنا فتح نقاش الإرث والمساواة في ذلك، بين الذكر والأنثى، لأن الآية الكريمة في سورة النساء واضحة: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ، فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ، وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ، وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ، فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ، فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ، مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ، آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا، فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا".
ويذكر أن تونس أقرت أمس مراجعة قانونية تضمن المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، مع احترام إرادة الأفراد الذين يختارون عدم المساواة.
وكان الرئيس التونسي قد شكل لجنة في غشت عام 2017 وكلفها بإعداد تقرير يتضمن إصلاحات تشريعية متعلقة بالحريات الفردية والمساواة منها إقرار المساواة في الميراث وأثار وقتها جدلا واسعا في تونس وخارجها.