مع بداية موسم الثلوج، تزداد عزلة الدواوير بجماعة املشيل، التابعة ترابيا لإقليم ميدلت، وتزداد معها معاناة الساكنة خاصة النساء الحوامل اللائي يجدن أنفسهن مجبرات على الولادة في ظل ظروف قاسية وشروط صحية خطيرة أو التنقل إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي على البغال أو النعوش أو على أكثاف الرجال، حسب بعض التقارير الحقوقية والصحفية الواردة من المنطقة.. ونقلت يومية الصباح عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن سكان المنطقة غاضبون من وزارة الصحة، التي تعجز عن تعيين طبيب قار في المنطقة، إذ تكتفي مندوبيتها باعتماد مداومات بين بعض أطباء القرى والمراكز الحضرية المجاورة، واغلبهم أطباء عامون، وليسوا متخصصين في أمراض النساء والتوليد، وهو ما يضاعف معاناة الحوامل اللواتي غالبا ما يلقين مصرعهن وهن يحاولن الوضع، أو يصبن بنزيف خطير بعد إنجاب مواليدهن..
وفي هذا الإطار، فإن مندوبية وزارة الصحة تعول على المستشفى العسكري، الذي أصبح يحط رحاله سنويا في محيط عمالة ميدلت، ويفد عليه مرضى الجماعات المجاورة باستعمال وسائل نقل بدائية..
وتضيف ذات المصادر، ان عشرات النساء تواجهن الموت المحقق، رفقة مواليدهن الجدد، بسبب العزلة والحصار الذي تضربه عليهم الثلوج، التي تساقطت، الأسبوع الماضي بغزارة، في اغلب دواوير املشيل، خاصة تلك الواقعة على قمم الجبال، والتي تعجز السيارات بجميع أنواعها الوصول إليها، نتيجة عدم تعبيد الطرق باتجاهها.
وحسب ما نقلته مصادر من المنطقة، تضيف اليومية، فان سكان بعض الدواوير رفضوا قطع مسافات طويلة باتجاه المستشفى العسكري المتمركز بانفكو، معتبرين أن الدوار الأخير اكتسب شهرة المنطقة المنكوبة على حساب الدواوير التي تعاني أكثر، والتي توجد في عمق الجبال، فيما أكدت مصادر أخرى أن بُعد المسافة يقف وراء عدم نقل سكان دواوير املشيل مرضاهم إليه خاصة الحوامل، إذ يتوجب عليهم قطع أزيد من 120 كيلومترا للوصول إليه، وهي المسافة الكافية ليلقى المرضى حتفه، خاصة إذا تعلق الأمر بالنساء الحوامل.
وتنقل نساء الدواوير النائية باملشيل إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، غير أنهن يواجهن الإهمال الناتج عن الاكتظاظ والضغط الكبير الذي تواجهه هذه المؤسسة الاستشفائية بسبب غياب أطباء المراكز الصحية في المناطق المجاورة، إذ تفد عليه حوامل من مناطق بعيدة تابعة ترابيا الى إقليم ميدلت.
ورغم أن جماعة املشيل تتوفر على مركز صحي، تحتضنه بناية كبيرة، إلا أن عدم تجهيزه بالوسائل الطبية الضرورية وبالموارد البشرية الكافية، وعدم تعيين طبيب قار لأمراض النساء والتوليد فيه، وطبيب للأطفال، يضطر السكان الى نقل مرضاهم الى ميدلت أو الرشيدية قاطعين مسافات طويلة، فيما يعجز سكان الدواوير النائية عن فعل ذلك مما تنتج عنه عشرات الوفيات سنويا في صفوف الحوامل والمواليد الجدد في مثل هذه الفترة من كل سنة.