ينظم رجال الشرطة الفرنسيون الاربعاء في باريس في حدث نادر تظاهرة احتجاج امام وزارة العدل التي يتهمونها بعدم الاكتراث ازاء تزايد اعبائهم منذ الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية في يناير الماضي. ومنذ الهجمات التي اودت بحياة 17 شخصا، تواجه الشرطة الفرنسية، التي لقيت تعاطفا واسعا نادرا من قبل السكان حينذاك، اختبارا صعبا بين منع وقوع هجمات جديدة وازمة الهجرة.
لكن الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت إصابة أحدهم بجروح خطيرة قبل أيام برصاص أطلقه سجين استغل إذنا بالخروج المؤقت للهرب.
وقال جان كلود ديلاج، من نقابة "اليانس" وهي أكبر نقابة لرجال الشرطة، إن "الشرطيين الذين كانوا ابطال شهر يناير اصبحوا منسيي الجمهورية".
من جهته تحدث نيكولا كونت، من منظمة "اونيتي بوليس اس جي بي" وهي نقابة ثانية، عن "حالة تعب مقلقة". أما باتريس ريبيرو، العضو في سينيريجي ثاني نقابات الشرطة، فتحدث عن "ملل وفقدان المهنة لمعناها".
وعبر هؤلاء عن اسفهم "لانفجار أعمال العنف" و"نقص الوسائل" و"المهمات غير الواضحة" و"عدم اعتماد معالجة جزائية" التي قادت كلها الى اطلاق هذه الدعوة من اجل التجمع في ساحة "فاندوم" أمام مقر وزيرة العدل كريستين توبيرا وامام محاكم المناطق في احياء للنزاع القديم بين الشرطة والقضاء.
وتعود آخر تظاهرة لرجال الشرطة بقيت في الذاكرة الى 1983 عندما قام نحو 1500 شرطي باطلاق هتافات ضد سياسة الحكومة برئاسة فرنسوا ميتران، بعد مقتل موظفين بايدي المنظمة اليمينية المتطرف اكسيون ديريكت.
وتأتي هذه التظاهرة بينما تشهد فرنسا في الاشهر المقبلة حدثين كبيرين يتطلبان اجراءات أمنية مشددة هما مؤتمر الاممالمتحدة حول التبدلات المناخية الذي سيحضره ممثلون عن 195 بلدا مطلع ديسمبر في باريس، وكأس اوروبا لكرة القدم لعام 2016 من 10 يونيو الى 10 يوليو 2016.