أكد إسحاق كوهين، الحاخام الأكبر بالعاصمة الفنزويلية كراكاس أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يطلق المبادرات التي ساهمت في تعزيز السلم العالمي وترسيخ ثقافة التعايش بين مختلف الديانات والحضارات. وقال كوهين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد إن المبادرات التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس لإشاعة ثقافة السلم والتعايش بين الديانات أمر في غاية من الأهمية على اعتبار أن السلام يعد ركيزة أساسية للحياة في هذا العالم، مضيفا أن جهود جلالته في هذ المجال تستحق كل التقدير والتنويه والإشادة.
وشدد الحاخام الأكبر لكراكاس على أن مبادرات جلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، وحاميا لحرية المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية تندرج في سياق النهج الذي سار عليه جده جلالة المغفور له محمد الخامس، ووالده المنعم جلالة المغفور له الحسن الثاني، في جعل المغرب أرضا للتسامح والانفتاح والتعايش بين مختلف الديانات والأعراق.
وفي هذا الصدد، أكد إسحاق كوهين، ابن مدينة طنجة، أن "المملكة المغربية شكلت على مدى التاريخ نموذجا متفردا في التعايش مع الآخر وقدمت للعالم أجمع صورة في غاية من الروعة لما يجب أن يسود بين بني البشر من مودة وتسامح وتضامن".
وقال إن اليهود المغاربة يشعرون بعمق الرعاية التي يحظون بها من قبل جلالة الملك، موضحا أنهم "يحافظون على ارتباط وثيق بالأرض التي رأوا النور بها وقضوا فيها فترات من شبابهم، بل يعودون خلال العطل إلى المغرب مرفوقين بأبنائهم وأحفادهم لربط الماضي بالحاضر والابقاء على حبل المودة قائما مع أرض يستحيل أن تسقط من ذاكرة اليهود المغاربة".
ومن جهته قال إلياس ملول بن توليلة، أحد أبرز الوجوه الممثلة للطائفة اليهودية المغربية بكراكاس إن المغرب تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، أعطى مثالا قويا في الحرص على التشبع بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الأمة ومن بينها، اليهودية التي يعتز معتنقوها بمغربيتهم أينما كانوا.
وأشاد ملول بنتوليلة بالدور الذي يقوم به جلالة الملك في حفظ التراث اليهودي بالمغرب، مذكرا في هذا السياق بتدشين كنيس "صلاة الفاسيين"، سنة 2013 بمدينة فاس وهو ما يعكس، في تقديره، الاهتمام المتواصل الذي يوليه، جلالة الملك لليهود المغاربة، الذين عاشوا في بلدهم المغرب منذ آلاف السنين ويحملون عشقا أبديا له بكل فخر وامتنان.
وأضاف ملول، الذي عاش جزءا غير يسير من شبابه بالمدينة العتيقة بتطوان في خمسينيات القرن الماضي، أن الجالية المغربية اليهودية المقيمة بكراكاس، التي تشعر أنها مشمولة بموصول رعاية جلالة الملك وسابغ رضاه، تتوجه بمناسبة عيد العرش المجيد إلى الله عز وجل بأن يحفظ جلالته ويسدد خطاه ويديم عليه نعمة الصحة والسعادة وطول العمر، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للاخديجة، وبأن يشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.