أكد إسحاق كوهين، الحاخام الأكبر بالعاصمة الفنزويلية أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يعمل بحرص على إشاعة وترسيخ ثقافة التعايش بين مختلف الديانات. وقال كوهين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال حفل ديني أقامته الطائفة اليهودية المغربية، أول أمس السبت، بكراكاس بمناسبة تدشين كنيس "صلاة الفاسيين" الأسبوع قبل الماضي بمدينة فاس٬ إن جلالة الملك لا يدخر جهدا من أجل تكريس وإشاعة ثقافة السلام والتعايش والحوار بين مختلف الديانات٬ مبرزا أن مبادرات جلالة الملك محمد السادس٬ بصفته أميرا للمؤمنين، وحاميا لحرية المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية "تعد استمرارا للنهج الذي سار عليه جده جلالة المغفور له محمد الخامس٬ ووالده جلالة المغفور له الحسن الثاني في إيلاء اليهود المغاربة مكانة خاصة ورعاية وعطفا كبيرين"وأن هناك " خيطا رفيعا من المحبة الدائمة ظل يربط اليهود المغاربة بالمغرب٬ أرض السلام والتسامح والانفتاح". واعتبر إسحاق كوهين أن تدشين كنيس "صلاة الفاسيين" "حدث ينطوي على أكثر من معنى ويعكس بجلاء المكانة الخاصة، التي حظي بها اليهود المغاربة على مدى التاريخ بأرض المغرب الحبيب"٬ موضحا أن تدشين كنيس "صلاة الفاسيين" تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، "حدث ما كان ليمر دون أن يثير مشاعر الغبطة والسرور في قلوب كل اليهود المغاربة عبر العالم من جوهانسبورغ إلى مونريال مرورا بكراكاس فواشنطن... وفي هذا الصدد٬ أكد إسحاق كوهين٬ المتحدر من مدينة طنجة٬ أن "المملكة المغربية شكلت على الدوام نموذجا متفردا في التعايش مع الآخر ليس في العالم العربي فحسب، ولكن، أيضا، في العالم بأسره٬ وهو ما نقف له احتراما وتقديرا". وخلال هذا الحفل رفعت أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس ويديم عليه نعمة الصحة والسعادة وطول العمر٬ وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للاخديجة، وبأن يشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهل ممثلو الطائفة اليهودية المغربية بفنزويلا إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما. وكان جلالة الملك محمد السادس قد أكد في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في حفل تدشين كنيس "صلاة الفاسيين"٬ أن "التقاليد الحضارية المتأصلة للمغاربة٬ تستمد روحها من تشبعهم العميق بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الأمة٬ في ظل القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد، التي قلدنا الله أمانته". وقال جلالته٬ في هذا السياق٬ "وبصفتنا أميرا للمؤمنين٬ الملتزم بحماية حمى الملة والدين٬ والمؤتمن في نفس الوقت على حرية ممارسة الشعائر لكل الديانات السماوية٬ بما فيها اليهودية التي يعتبر معتنقوها الأوفياء من المواطنين المشمولين بموصول رعايتنا وسابغ رضانا٬ فإننا نؤكد لكم أنكم ستجدون في جلالتنا الراعي الأمين والحريص على نصرة هذه المبادئ المثلى".