ثمنت الطائفة اليهودية المغربية المستقرة بالعاصمة الفنزويلية كراكاس، الجهود التي ما فتئ يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز قيم التعايش بين مختلف الديانات والثقافات. وقال إلياس ملول بن توليلة٬ أحد أبرز الوجوه الممثلة للطائفة اليهودية المغربية بكراكاس٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تدشين كنيس "صلاة الفاسيين"، الأسبوع الماضي، بمدينة فاس "يعكس الاهتمام المتواصل الذي يوليه، جلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز قيم الاحترام المتبادل والتعايش المتناغم بين مختلف الثقافات". وأضاف ملول، الذي يشغل أيضا، منصب القنصل الفخري للمملكة بكراكاس، أنه "مما لاشك فيه أن الحدث يشكل نموذجا يحتذى في تكريس قيم الانفتاح والتعايش بين المغاربة جميعا مهما اختلفت معتقاداتهم٬ والتفاتة خاصة من جلالة الملك محمد السادس نحو اليهود المغاربة، الذين عاشوا في بلدهم المغرب منذ آلاف السنين ويحملون عشقهم السرمدي له بكل فخر وامتنان أينما حلوا أو ارتحلوا". وأضاف ملول٬ الذي عاش جزءا غير يسير من شبابه بالمدينة العتيقة بتطوان في ستينيات القرن الماضي٬ أن تدشين كنيس "صلاة الفاسيين" "يعد بحق مثالا يظهر للعالم أجمع المعنى الحقيقي للتسامح والتعايش، اللذين طبعا الشعب المغربي على امتداد الأزمة والعصور". وفي تصريح مماثل قال رئيس المتحف السيفاردي بكراكاس، أبراهمام بوطبول، أن الطائفة اليهودية المغربية بكراكاس ترحب بجهود جلالة الملك محمد السادس وحكومته من أجل المحافظة على التراث الديني اليهودي بالمغرب٬ معتبرا أن ذلك يشكل مبعث سعادة وأمل حقيقين بالنسبة لمن عاشوا لسنوات طوال على أرض المغرب المضياف. واعتبر أن تدشين كنيس "صلاة الفاسيين"٬ يكتسي أهمية خاصة في بلد كان على الدوام "مؤمنا بالتعايش رغم الاختلاف، وهي ميزة تفردت بها المملكة٬ وعز نظيرها في بلد آخر". بعد الإشادة بمضمون الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في حفل تدشين بيعة "صلاة الفاسيين"، توجه ممثلو الطائفة اليهودية المغربية بكركاس بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس وينعم عليه بالصحة والسعادة وطول العمر٬ وأن يكلل بالنجاح كل المبادرات التي يقوم بها جلالته من أجل رقي المغرب الحبيب. وكان جلالته أكد في هذه الرسالة أن "التقاليد الحضارية المتأصلة للمغاربة، تستمد روحها من تشبعهم العميق بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الأمة، في ظل القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد التي قلدنا الله أمانتها". وأضاف صاحب الجلالة في هذا السياق "وبصفتنا أميرا للمؤمنين، الملتزم بحماية حمى الملة والدين، والمؤتمن في نفس الوقت على حرية ممارسة الشعائر لكل الديانات السماوية، بما فيها اليهودية التي يعتبر معتنقوها الأوفياء من المواطنين المشمولين بموصول رعايتنا وسابغ رضانا، فإننا نؤكد لكم أنكم ستجدون في جلالتنا الراعي الأمين والحريص على نصرة هذه المبادئ المثلى".