الدورة الثامنة اللجنة العليا المشتركة العنوان الابرز لإعادة فتح ملف العلاقات بين الجارة الشقيقة موريتانيا و المملكة المغربية، حيث قام السيد " محمد ولد بلال مسعود" الوزير الأول الموريتاني بزيارة حملت بين طياتها دلالات سياسية عميقة ، خاصة غي ظل التحولات الجيوسياسية التي تعرفها الساحة الدولية عموما.تدشين هاته المرحلة الجديدة ستعطي انطلاقة جديدة لازدهار التعاون والتقارب الثنائية بين الرباط و نواكشوط. وبخصوص حركات المد والجزر التي تعرفها هاته العلاقات بين البلدين صرح السيد محمد سالم عبد الفتاح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بأن " التحول الإيجابي في العلاقات المغربية الموريتانية يتضح جليا في اعتراض حكومة نواكشوط على تواجد عناصر البوليساريو في منطقة شرق الجدار الأمني، وذلك عقب الضرر الذي لحق القدرة الشرائية للمستهلك الموريتاني، حيث أقدمت عناصر موالية البوليساريو على غلق المعبر الحدودي للكركرات. وأضاف السيد محمد سالم " أن ذلك تسبب في قلة المواد الغذائية المغربية في السوق الموريتانية، قبل شروع السلطات الموريتانية في تشغيل بوابتها الحدودية مباشرة بعد تأمين المعبر من قبل الدرك الحربي التابع للقوات المسلحة الملكية المغربية، رفم اعتراض بوليساريو- الجزائر على الإجراءات التى اتخذتها المملكة المغربية، ما فهم منه أنه تأييد ودعم ضمني واضح للموقف المغربي و للخطوة الأمنية التي أقدم عليها الدرك الحربي في 13 نونبر 2020. وفيما يخص مفتاح التحول في مسار العلاقات بين الرباط و نواكشوط،يضيف السيد " محمد سالم عبد الفتاح " أن جل الإجراءات الأمنية و العسكرية التي قام بها الجيش الموريتاني والتي قوضت حركة " البوليساريو " في المناطق الحدودية، حيث سارعت موريتانيا إلى تعزيز تواجدها العسكري على طول الحدود قبل الإعلان عن منطقة دفاع حساسة شمال البلاد بالمحاذاة مع الشريط الذي تنشط فيه عناصر الجبهة.زد على ذلك تنظيم مناورات عسكرية كبرى في المناطق الشمالية خلال العام 2021 وتعزيز الترسانة العسكرية من خلال نصب تجهيزات و رادارات في مدينة الزويرات الحدودية. ومن ناحية معالجة الخلافات و طي صفحتها بين الرباط و نواكشوط، أكد المتحدث في معرض حديثه" أن جذور العلاقات بين البلدين تعرف ازدهارا ليس وليد اليوم بالتزامن مع الحدث الهام المتمثل في الزيارة التي يقودها وفد موريتاني حكومي كبير إلى الرياط، بل تعود إلى سنوات خلت بدأت منذ وصول الرئيس الجديد " سيدي محمد ولد الشيخ الغزواني " إلى سدة الحكم في نواكشوط، وترجمت على شكل زيارات متبادلة لعدد من المسؤولين الدبلوماسين من البلدين _هذه الزيارات _ التي توجت بالإتفاقيات و التفاهمات الاستراتيجية الهامة الموقعة أثناء تواجد الوفد الموريتاني بالمغرب. وختم السيد محمد سالم حديثه أن العلاقات بين الرباط و نواكشوط عادت إلى سابق عهدها خاصة في مرحلة حكم الرئيس " معاوية ولد سيدي أحمد الطايع " والتي عرفت انتعاش الاستثمارات و الشراكات الإقتصادية ، من بينها استثمار المملكة المغربية في مجال الاتصالات الموريتانية، ثم المساهمة في تمويل إنجاز جزء هام من الطريق الرابط بين العاصمة نواكشوط و المعبر الحدودي الكركرات.