نفت مصادر مطلعة وجود أي أزمة بين المغرب وموريتانيا على خلفية ما راج حول إرجاء زيارة كان سيقوم بها وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة المغربية الرباط، حاملا رسالة خاصة من الرئيس محمد ولد الغزواني إلى الملك محمد السادس. وكانت معطيات راجت على شبكات التواصل الاجتماعي ربطت بين تأجيل زيارة إسماعيل ولد الشيخ وبين رفض المغرب أي وساطة موريتانية للجلوس مع الميليشيات الانفصالية لإيجاد حل لملف الصحراء. وأكدت مصادر أن تأجيل الزيارة يرتبط بأجندة البروتوكول الملكي وبتطور الوضعية الوبائية، مشيرة إلى أن التعاون بين الرباطونواكشوط في "أحسن أحواله". وحرص الرئيس الموريتاني على إرسال مبعوث إلى الرباط بعد الجدل الذي أثير حول استقباله رئيس وفد البوليساريو المتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، والملاحق من قبل المحاكم الإسبانية، وهو الاستقبال الذي أثار غضب الرأي العام المغربي؛ وحتى جزء من الأطياف الموريتانية نددت بدخول "مجرم" إلى القصر الرئاسي في نواكشوط. واعتبرت مصادر موريتانية في حديثها لهسبريس أن استقبال وفد بوليساريو من قبل الرئيس الموريتاني "كان باهتاً وجاء بعد انتظار طويل ولم تترتب عنه أي قرارات أو إجراءات". المصادر ذاتها أشارت إلى أن تواجد وفد البوليساريو بموريتانيا جاء إثر الأخبار القوية التي راجت حول قرب تجميد موريتانيا اعترافها بالجمهورية الوهمية، "وهو الأمر الذي أزعج كثيراً النظام العسكري الجزائري". ورغم استقباله لوفد انفصالي، اعتبرت المعطيات التي توفرت لهسبريس أن "سياسة الرئيس الحالي تصب في مصلحة المغرب وهو حريص على تطوير علاقاته مع المملكة المغربية". وفي وقت تم إرجاء زيارة وزير الخارجية الموريتاني إلى المغرب، سافر وزير الداخلية الجزائري، كمال بلجود، صباح اليوم الخميس إلى موريتانيا. ونقلت مصادر موريتانية أنه يرتقب أن يوقع وزير الداخلية الجزائري اتفاقية ثنائية حول الحدودية الموريتانية الجزائرية، تهدف من خلالها الجزائر إلى خلق تعاون اقتصادي وأمني في المناطق الحدودية المشتركة بينهما. وفي سنة 2018، دشنت الجزائر طريقا برية مع موريتانيا، بهدف خنق المعبر الحدودي الكركرات عقب النجاح الذي حققه على مستوى القارة الإفريقية.