يعمل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، على تغيير سياسات سلفه ولد عبد العزيز مع المغرب، في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها النزاع المفتعل حول قضية الصحراء. خلال فترة حكم الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز، شهدت علاقات الرباطونواكشوط، اهتزازات بفعل الموقف المنحاز لنواكشوط إلى “البوليساريو”، وتجلى ذلك بصورة أوضح في دعوة الرئيس السابق ل”بلاد شنقيط”، إلى زعيم الجبهة إبراهيم غالي من أجل حضور حفل تنصيب الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، ما عزز الاتهامات الموجهة لولد عبد العزيز بالانحياز لأطروحة البوليساريو، في قضية الصحراء على حساب الرباط. وعقب انتخاب ولد الغزواني، شهدت العلاقة بين نواكشوطوالرباط تحسنا ملحوظا، إذ عمل على تحسين العلاقات بين البلدين وجعلها إحدى أولويات الدبلوماسية الموريتانية. مناسبة الحديث، عن تحسن العلاقات بين المغرب وموريتانيا، تأتي على هامش الزيارة التي بدأها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة مساء الثلاثاء، إلى نواكشوط. وحسب مصادر موريتانية، فإن زيارة بوريطة لنواكشوط، تأتي أسابيع بعد مباحثات أجراها معه وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على هامش مشاركته بالرباط في الدورة 8 لقمة الطلبة والشباب الأفارقة. وكان بوريطة قد أدى زيارة لموريتانيا فاتح نونبر 2018، تباحث خلالها مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ووزير الخارجية إسماعيل ولد الشيخ أحمد. كما ساهمت الزيارة التي قام بها رئيس أركان الجيش الموريتاني، الجنرال محمد الشيخ ولد محمد الأمين، نهاية الشهر الماضي، إلى الرباط، واستقباله من طرف الجنرال دو كور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، على مستوى مقر القيادة العامة بالرباط، في تعزيز علاقات التعاون بين الرباطونواكشوط. ويشمل التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين، تبادل الزيارات الاستطلاعية ، والمشاركة في مختلف التداريب، والدعم التقني والدورات التكوينية.ويتم تكوين المتدربين الموريتانيين في مراكز التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية منذ عام 1970، كما تم تعزيز التعاون العسكري المغربي الموريتاني بتوقيع مذكرة تفاهم بالرباط سنة 2006.