في زيارة هي الثانية من نوعها إلى المملكة المغربية، أشاد وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالدعم الذي يقدمه المغرب على مدى أربعين سنة إلى الطلبة الموريتانيين الذين يدرسون في المملكة. وزير الخارجية الموريتاني الذي شارك في الدورة الثامنة للقمة الإفريقية للطلبة والشباب، الجمعة بالرباط، التي تنظمها الوكالة المغربية للتعاون الدولي تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وجه رسالة شكر وتقدير من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الملك محمد السادس، ومن خلاله إلى الشعب والحكومة المغربيين، وتمنياته للمملكة بالمزيد بالتقدم والازدهار. وقال ولد الشيخ إن "المغرب فتح أمام الطلبة الموريتانيين كافة الجامعات والمدارس والمعاهد المغربية في شتى التخصصات، وما زال هذا دأبها حتى الآن، مما نتج عنه أجيال من النخب الموريتانية في شتى المجالات، والأمر ذاته بالنسبة لإخواننا الأفارقة من كافة أقطار القارة، وما نراه أمامنا اليوم ليس إلا النزر القليل". وفي تصريح مشترك مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، عقب مباحثات ثنائية بينهما، أكد إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن حضوره إلى الرباط كان بتعليمات من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مشيرا إلى أن نواكشوط ممتنة للرباط كثيرا على ما منحته وتمنحه للنخب الموريتانية. وأضاف ولد الشيخ أن زيارته الثانية إلى الرباط دليل على مستوى العلاقات المتميزة مع المغرب، موردا أنه جرى التحضير مع الجانب المغربي لانعقاد اللجنة المشتركة على مستوى القطاعات الحكومية المختلفة. وشدد وزير الخارجية الموريتاني على أن "الرباطونواكشوط تبحثان تطوير العلاقات بينهما نحو الأفضل، وهناك آفاق واعدة لتطويرها"، ووصف العلاقات بين البلدين ب"المتميزة". وتابع المسؤول ذاته أن "المغرب وموريتانيا ينسقان في الكثير من القضايا الإقليمية، من ضمنها التحديات الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل، وقضايا التنمية في إفريقيا التي تلعب فيها الرباط دوراً مهما". ويبدو أن العلاقات بين الرباطونواكشوط تجاوزت مرحلة الفتور التي كانت عليها في عهد الرئيس السابق، وأكد إسماعيل ولد الشيخ أن "وجهات نظرنا متشابهة جدا وتطابق بشكل كبير وجهات نظر المغرب في مختلف القضايا". وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكد أن الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لديهما إرادة قوية لتعزيز وتطوير هذه العلاقات، مشيرا إلى العديد من التحديات التي تواجه البلدين معاً في المنطقة، خصوصا في الأمن والاستقرار والتنمية. وأضاف الوزير بوريطة أن المغرب يُولي أهمية خاصة لموريتانيا في إطار تعاونه مع أشقائه الأفارقة في التكوين، موردا أن أغلب الطلبة الموريتانيين لديهم منح من المملكة المغربية. وكانت جبهة البوليساريو قد هاجمت وزير الخارجية الموريتاني بعد تصريحات سابقة أدلى بها حول نزاع الصحراء المغربية، واكتفى فيها بتسمية "الصحراء" لأكثر من مرة دون ذكر "الغربية".