خفضت موريتانيا بشكل غير مسبوق من مستوى الوفد المشارك في مؤتمر الجبهة الانفصالية ‘البوليساريو' المنعقد اليوم الجمعة. واختار وزير خارجية موريتانيا المجيء للرباط في اليوم ذاته الذي تنظم فيه الجبهة الانفصالية مؤتمرها، والذي كان وزراء موريتانيون سابقون يحضرونه بوفود رفيعة. فرغم ايفاد الجبهة الانفصالية لوفد هام الى نواكشوط قبل أسابيع برئاسة ما يسمى ‘وزير خارجيتها' للقاء الرئيس الموريتاني و توجيه دعوة رسمية لحضور مؤتمرها، فان القيادة الموريتانية وفِي قراءة جديدة للعلاقات مع المغرب، غيرت من سياستها تجاه دعم الجبهة الانفصالية، لتتجه شمالاً نحو الرباط للتأكيد على رغبتها في تطوير العلاقات الثنائية التي تبدو أفاقةً. وبالرباط حيث التقى كل من وزير الخارجية ناصر بوريطة، ونظيره الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، شدد الطرفان على إرادة البلدين في تطوير وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي. وقال بوريطة في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج، ولد الشيخ أحمد، إن هذا اللقاء يأتي في إطار “العلاقات القوية بين الشعبين المغربي والموريتاني، وإرادة قائدي البلدين الملك محمد السادس و الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تعزيز هذه العلاقات”، وكذا في إطار “التحديات التي تواجهها المنطقة باعتبار المغرب وموريتانيا فاعلين مهمين للأمن والاستقرار والتنمية في غرب وشمال أفريقيا”. وأوضح بوريطة أن المباحثات تمحورت، على الخصوص، حول سبل تعزيز العلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين بالمغرب وموريتانيا حتى تكون في مستوى طموح قائدي البلدين. وأشار إلى أن مشاركة الوزير الموريتاني في القمة الثامنة للشباب والطلبة الأفارقة تكتسي “أهمية خاصة”. وأبرز في هذا الصدد دور التكوين والتعليم العالي باعتباره “ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية”، مشيرا إلى أن “مئات الطلبة الموريتانيين يشرفون المغرب باختيار معاهده العليا وجامعاته، سواء كانوا ممنوحين أم لا”. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج، في تصريح مماثل أن العلاقات الثنائية “مميزة، وهناك آفاق كثيرة لتطويرها”. وقال ولد الشيخ أحمد “تطرقنا للعلاقات المميزة بين المملكة المغربية وموريتانيا، وكذا للجنة المشتركة بين البلدين التي نحضر لها حاليا على مستوى لجان القطاعات المختلفة”، مشيرا إلى أن هذه هي ثاني زيارة له للمملكة منذ تعيينه في منصبه بعد زيارة أولى العام الماضي، “وهو دليل على مستوى علاقاتنا التي توجد آفاق كبيرة لتطويرها”.