أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، سلسلة مباحثات مع نظرائه من موريتانيا وغينيا وغانا، وذلك على هامش الدورة الثامنة لقمة الطلبة والشباب الأفارقة، المنعقدة حاليا بعاصمة المملكة. وقال بوريطة في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج، السيد ولد الشيخ أحمد، إن هذا اللقاء يأتي في إطار « العلاقات القوية بين الشعبين المغربي والموريتاني، وإرادة قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تعزيز هذه العلاقات »، وكذا في إطار « التحديات التي تواجهها المنطقة باعتبار المغرب وموريتانيا فاعلين مهمين للأمن والاستقرار والتنمية في غرب وشمال أفريقيا ». وأوضح بوريطة أن المباحثات تمحورت، على الخصوص، حول سبل تعزيز العلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين بالمغرب وموريتانيا حتى تكون في مستوى طموح قائدي البلدين. وأشار إلى أن مشاركة الوزير الموريتاني في القمة الثامنة للشباب والطلبة الأفارقة تكتسي « أهمية خاصة ». وأبرز في هذا الصدد دور التكوين والتعليم العالي باعتباره « ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية »، مشيرا إلى أن « مئات الطلبة الموريتانيين يشرفون المغرب باختيار معاهده العليا وجامعاته، سواء كانوا ممنوحين أم لا ». من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج، في تصريح مماثل أن العلاقات الثنائية « مميزة، وهناك آفاق كثيرة لتطويرها ». وقال ولد الشيخ أحمد « تطرقنا للعلاقات المميزة بين المملكة المغربية وموريتانيا، وكذا للجنة المشتركة بين البلدين التي نحضر لها حاليا على مستوى لجان القطاعات المختلفة »، مشيرا إلى أن هذه هي ثاني زيارة له للمملكة منذ تعيينه في منصبه بعد زيارة أولى العام الماضي، « وهو دليل على مستوى علاقاتنا التي توجد آفاق كبيرة لتطويرها ». وبخصوص الدورة الثامنة لقمة الطلبة والشباب الأفارقة، التي ينظمها « اتحاد طلبة عموم إفريقيا » بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي، قال السيد ولد الشيخ أحمد إن الأمر يتعلق بقمة « مهمة جدا »، باعتبارها تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتبرز أهمية الشباب عامة والطلبة على الخصوص بالنسبة لمستقبل القارة. وفي سياق متصل، نوه الوزير الموريتاني بالدعم الموصول الذي ما فتئ يقدمه المغرب لبلاده على مستوى تكوين الطلبة، قائلا « إننا نقر بكثير من الامتنان والعرفان بالجميل للمملكة على ما أتاحته للطلبة الموريتانيين لدخول الجامعات والكليات والمعاهد المغربية على مدى ما يزيد عن أربعين سنة، وهو ما كان له دور كبير في تكوين النخبة الموريتانية ». وأشار السيد ولد الشيخ أحمد، من جهة أخرى، إلى أنه تطرق خلال مباحثاته مع السيد بوريطة لعدد من القضايا الإقليمية وللتحديات الأمنية التي تواجهها منطقة الساحل، مبرزا أن وجهات نظر الطرفين بخصوص هذه القضايا كانت « متطابقة جدا ». وإلى جانب الوزير الموريتاني، أجرى السيد بوريطة مباحثات مع كل من وزيرة الشؤون الخارجية والتكامل الإقليمي بجمهورية غانا شيرلي ايوكور بوتشوي، ووزير الشؤون الخارجية وغينيي المهجر بغينيا كوناكري، السيد مامادي توري. وتعد قمة الطلبة والشباب الأفارقة التي تنظم إلى غاية 23 دجنبر الجاري تحت شعار « مستقبل إفريقيا.. التحديات والآفاق بالنسبة للشباب »، أكبر تجمع طلابي في إفريقيا. ويتعلق الأمر بلقاء سنوي كبير لاتحاد جمعيات الطلبة الأفارقة يجمع كل عام الآلاف من الطلبة الأفارقة لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه الشباب الأفريقي. ومن المتوقع أن يحضر في الدورة الثامنة للقمة أكثر من ألف مشارك، من ضمنهم طلبة ومسؤولو جمعيات طلابية إفريقية وخريجو جامعات وأطر ومسؤولون رفيعو المستوى، من بينهم عدة وزراء وسفراء ينتمون ل 52 دولة إفريقية. وستوفر دورة هذه السنة فضاءات للنقاش وتبادل الأفكار حول ريادة الأعمال في إفريقيا وورشات عمل، علاوة على أنشطة ثقافية ورياضية.