أشاد عدد من وزراء الخارجية الأفارقة، اليوم الجمعة بالرباط، بدعم المغرب في تكوين شباب القارة في إطار تضامنه الدائم والفعال مع بلدانها. وأبرز الوزراء، في كلماتهم خلال افتتاح الدورة الثامنة لقمة الطلبة والشباب الأفارقة التي ينظمها « اتحاد طلبة عموم إفريقيا » بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي، التزام المملكة الدائم في إطار التعاون جنوب-جنوب وتضامنها مع الدول الشقيقة بتخصيص منح دراسية لطلبة القارة وتكوينهم في مختلف الجامعات ومعاهد التعليم العالي. وفي هذا الصدد، نوهت وزيرة خارجية غانا، شيرلي أيوركور بوتشواي، بتضامن المغرب الذي « فتح أبوابه » في وجه العديد من الطلبة الغانيين في السنوات الأخيرة لمواصلة دراستهم في العديد من التخصصات، بما في ذلك الطب العام والصيدلة والهندسة الكهربائية والميكانيكية والهندسة المعمارية والعلوم التطبيقية والتجارة والتسيير والسياحة والرياضيات والمعلوميات والزراعة. وأعربت الوزيرة الغانية عن ارتياحها لكون هذه التكوينات تمكن الطلبة الغانيين من الإسهام بصورة ملحوظة في تنمية بلدهم. من جهته، عبر وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن امتنان بلاده للمملكة لما قدمته طيلة أكثر من أربعين سنة من دعم في مجال التكوين للطلبة الموريتانيين، حيث فتحت أمامهم كافة الجامعات والمدارس والمعاهد في شتى التخصصات. ولفت ولد الشيخ أحمد إلى أن هذه التكوينات أفرزت أجيالا من النخب الموريتانية في شتى المجالات، منوها بالاستثمار البشري « الرائد » للمغرب في الشباب. بدوره، أعرب وزير الشؤون الخارجية الغيني، ممادي توري، عن امتنان بلاده للمغرب الذي يقدم سنويا مئات المنح الدراسية للطلبة الغينيين، ونوه بالسياسة الإفريقية للمغرب الرامية إلى تعزيز شراكات رابح-رابح مع بلدان القارة. كما أشاد توري بالعلاقات المثالية التي تربط بلده بالمغرب، ودعم المملكة لبرنامج التنمية البشرية في غينيا. من جانبه، نوه وزير خارجية جزر القمر، سويف محمد الأمين، بالعمل « الجدير بالثناء » الذي يقوم به المغرب الذي انخرط في تنمية الموارد البشرية في إفريقيا، مشيرا إلى تكوين العديد من الأطر من جزر القمر، بمن فيهم وزراء، في المغرب. وأبرز سويف، وهو نفسه خريج الجامعة المغربية، استعداد المملكة ودعمها الدائم لمسلسل التنمية في بلاده. أما وزير خارجية غامبيا، مامادو تانغارا، فعبر بدوره عن امتنان بلاده لجهود المملكة في تكوين الطلبة الأفارقة، وبإقامة قاعدة تكوين إفريقية، داعيا إلى النهوض بالمنظومة التعليمية في بلدان القارة. من جهته، شدد نائب عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي بالمغرب، سفير جمهورية الكاميرون بالرباط، السيد محمدو يوسيفو، أن المغرب وضع التكوين في صلب تعاونه مع إفريقيا، مثمنا الرؤية الإفريقية المستنيرة للملك محمد السادس. وتقدم الدبلوماسي الكاميروني بالشكر للمغرب على دعمه القيم في تكوين الشباب الأفارقة. وتميز حفل افتتاح الدورة بكلمة للكاتب العام لاتحاد طلبة عموم إفريقيا، بيتر كواسي كودجي، والكاتب العام لاتحاد الطلبة والمتدربين الأفارقة في المغرب، لامين ندياي، ورئيس جمعية الخريجين الأجانب بالمغرب، تويي لينا، الذين أعربوا عن امتنانهم للمملكة لما عبأته من وسائل لإنجاح تنظيم هذا الحدث الكبير. وتم بهذه المناسبة عرض فيلم قصير من إعداد الوكالة المغربية للتعاون الدولي حول العلاقات بين المغرب وإفريقيا والتزام الملك بتنمية القارة. وتعد هذه القمة المنظمة من 20 إلى 23 دجنبر الجاري تحت شعار « مستقبل إفريقيا.. التحديات والآفاق بالنسبة للشباب »، أكبر تجمع طلابي في إفريقيا. وتشكل القمة لقاء سنويا ضخما لاتحاد جمعيات الطلبة الأفارقة يضم آلاف من طلبة القارة لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه شبابها. وتشهد الدورة الثامنة للقمة حضور أكثر من ألف مشارك، من ضمنهم طلبة ومسؤولو جمعيات طلابية إفريقية وخريجو جامعات وأطر ومسؤولون رفيعو المستوى من بينهم وزراء وسفراء ينتمون ل 52 دولة إفريقية. وستتيح دورة هذه السنة فضاءات للنقاش وتبادل الأفكار حول ريادة الأعمال في إفريقيا، وورشات عمل، علاوة على أنشطة ثقافية ورياضية.