في خطوة تهدف إلى التشويش على التقارب المغربي الموريتاني، توجه منذ أيام من يسمى "وزير خارجية البوليساريو" إلى نواكشوط من أجل عقد لقاء رسمي مع المسؤولين الموريتانيين بشأن تطورات معبر الكركرات الحدودي. وذكرت مصادر متطابقة أن القيادي في التنظيم الانفصالي محمد سالم السالك يتواجد منذ أزيد من ثلاثة أيام بالجارة الجنوبية للمملكة من أجل عقد لقاء مع المسؤولين الموريتانيين، لكن جميع قيادات موريتانيا رفضت استقباله تزامناً مع المكالمة الهاتفية التاريخية التي جمعت بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني. وتداولت مواقع موالية لجبهة البوليساريو صورة للسالك، رفقة إسماعيل ولد الشيخ وزير خارجية موريتانيا، غير أنه تبين فيما بعد أنها صورة قديمة لاغير. وقالت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة (غير رسمية) إن وفدا من البوليساريو، برئاسة محمد سالم السالك، وصل إلى نواكشوط منذ يوم الجمعة الماضي، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس ولد الغزواني في وقت لاحق اليوم الاثنين. وتضغط جبهة البوليساريو عبر المتعاطفين معها في الجارة الجنوبية للمملكة من أجل تسميم العلاقات المغربية الموريتانية، خصوصا بعد التعاون العسكري بين الجانبين على مستوى تأمين معبر الكركرات الحدودي. وقالت مصادر إعلامية موريتانية موالية لجبهة البوليساريو إن مدير الأمن، الفريق مسغارو ولد سيدي، زار منطقة الكركرات للوقوف على التطورات بالمنطقة، مشيرة إلى وجود "تحفظ موريتاني على الإجراء المغربي الأخير، وعلى تمركز قوات مغربية قرب مكان مرابطة قوات الجيش الموريتاني في لكويرة، بعدما ظلت المنطقة منطقة منزوعة السلاح منذ عقود". مصادر دبلوماسية أكدت لهسبريس أن الإجراءات المغربية بالكركرات جرت بالاتفاق مع الجانب الموريتاني، مضيفة أن المغرب سيقوم بتعبيد الطريق وربطها مع الجانب الموريتاني، بموافقة نواكشوط، بحوالي 4 كيلومترات، لتسهيل عملية عبور الشاحنات. وكذبت مصادر مسؤولة صحة الأخبار التي تروجها منابر إعلام انفصالية بين الفينة والأخرى حول توجه موريتانيا لإغلاق المعبر من جهتها، وأكدت أن الجانب الموريتاني قرر أن يجعل المنطقة عسكرية لتأمينها جيدا، وهو بمثابة صفعة للانفصاليين. وكان الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا، يوم الجمعة من الأسبوع الماضي، مع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني. وخلال هذا الاتصال عبر قائدا البلدين عن "ارتياحهما الكبير للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي، والرغبة الكبيرة في تعزيزها والرقي بها، بما يتيح تعميق هذا التعاون بين البلدين الجارين وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته".