أصبحت موريتانيا أقرب اليوم إلى المغرب، بعد تولي محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم خلفا للجنرال محمد ولد عبد العزيز الأقرب للطرح الجزائري و الذي لم يكن يتواني في إشهار عدائه للمملكة. فالمغرب بعد طي أزمة الكركرات فتح ذراعيه لموريتانيا على جميع الأصعدة، قرر إعفاء رجال الأعمال الموريتانيين من تأشيرة الدخول إلى المغرب و نفس القرار اتخذه بالنسبة لمن يرغبون في العلاج بمستشفيات المملكة إضافة إلى الطلبة الموريتانيين ممن سيختارون متابعة دراستهم في الجامعات المغربية، كما قرر الرفع من استثماراته في بلاد شنقيط بعد قرار نواكشوط تسهيل مهام رجال الأعمال المغاربة في الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الموريتانية. التعاون المغربي الموريتاني تجاوز الأمور الاقتصادية إلى ما هو عسكري، على مقربة من الزيارة المحتملة للملك محمد السادس لنواكشوط، بعدما احتضنت العاصمة الموريتانية اجتماعا رفيعا ترأسه كل من وزير الدفاع الوطني الموريتاني حننة ولد سيدي، و المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق، ركزت على التنسيق الأمني و العسكري بين البلدين، في رسالة موجهة بالخصوص إلى الجزائر. وبعد أيام عن هذا الاجتماع صادقت الحكومة الموريتانية، الأربعاء 06 يناير الجاري على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء منطقة دفاع حساسة شمال البلاد، ووصف البيان الصادر على هامش اجتماع الحكومة هذه المنطقة بأنها «تعتبر خالية أو غير مأهولة، وقد تشكل أماكن للعبور بالنسبة للإرهابين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة». هذه المنطقة الحساسة تعتبر ممرا دوليا لعبور عناصر الجريمة المنظمة والذين تسهل مهمته جبهة البوليساريو التي تعرف جيدا مسارات التمويه وتجيد التعامل مع جغرافيتها الصعبة والقاسية، وكانت هذه المنطقة بين المغرب وموريتانياوالجزائر موضوع تحذير أمني مغربي أكثر من مناسبة بسبب النشاط المتزايد للعصابات والحركات الإرهابية. ولا بد من الإشارة إلى أن التنسيق العسكري بين الجزائروموريتانيا كان موضوع زيارة إلى الجزائر قام بها رئيس الأركان العامة للجيوش الموريتانية، محمد بمبا مقيت، في الأسبوع الأول من شهر يناير الجاري والتقى الجنرال السعيد شنقريحة. وقال شنقريحة، في كلمته أمام الوفد العسكري الموريتاني: "تكتسي زيارتكم الأولى هذه إلى الجزائر, أهمية خاصة لبلدينا الشقيقين, وستسمح دون شك بتطوير علاقاتنا, وتشكل فرصة سانحة لرفع مستوى التعاون بين جيشينا في المجالات ذات الاهتمام المشترك, خاصة على ضوء تطور الوضع الأمني السائد بالمنطقة". بناء هذه المنطقة الدفاعية أصبح ضرورة أمام موريتانيا التي كانت حتى وقت قريبا ممرا سهلا لعناصر البوليساريو في اتجاه معبر الكركرات الحدودي، وهو الأمر الذي يعلمه المغرب ويزيد من اهتمامه بالتسريع في التقارب مع الجار الموريتاني لمناقشة عدد من الملفات لم يحن وقت فتحها بعد.