الحركة النسوية أو الحركة النسائية "feminism" هي حركة تهتم بالمرأة وقضاياها، وتدافع عن حقوقها، يمكن تعريف هذا الإسم أيضا بكونه مجموعة من التيارات السياسية والأكاديمية والثقافية ذات الأهداف النسوية . لكن ماذا يحدث عند الفهم الخاطئ لها؟ كثيرا ما يسيئ الجنسين فهم هذه الحركة والهدف منها، فتتخذها بعض الفتيات على أنها سلاح لمهاجمة الجنس الآخر بدل اعتبارها آلية للدفاع عن نفسها، فتظل هؤلاء الفتيات دائما في وضعية هجوم. أما الشباب فيرى بعضهم هذه الحركة كمزحة حيث يعبرون عن رأيهم فيها قائلين "ماتحاولوشي تساواو معانا بلاصتكم الكوزينا". ويؤدي هذا الفهم الخاطئ للنسوية لتزايد حدة الخلافات بين الرجل والمرأة، حيث يلقي اللوم كل من الطرفين على الآخر في عثرات حياته، وهكذا لا زالت الحرب مستمرة بين الحركة النسوية والرجال دون داع لها، إذ يرجع هذا لاعتقاد بعض الرجال أن النسويات يكرهنهم، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ لا يمكن إنكار وجود أقلية كارهة للرجال وهي حالات شاذة يستغلها بعض الرجال للعب دور الضحية المنبوذة والمكروهة. لكن حالة كره الرجال هذه تختلف تماما عن الحركة النسوية الهادفة إلى تحقيق المساواة في المجتمع والدفاع عن حقوق النساء، فهذا الكره ليس شرطا للانتماء إلى الحركة، كما يجب عدم أخذ هذه الحالات الفردية المنتشرة على الانترنت كصورة للنسوية التي تختلف في الواقع كل الاختلاف عن هذه الأفكار، حيث تسعى الحركة إلى مجموعة من الأهداف النسوية البعيدة كل البعد عن كراهية الرجل. وتعتبر الكثير من النسويات أن هذه المعاداة ضد الرجل خرق للقواعد الأساسية للحركة النسوية، فهن يطالبن بالمساواة بين البشر جميعا وعدم تفضيل جنس عن آخر . ومن مظاهر هذه العداوة أيضا، اتهام الحركة النسوية بالسعي إلى هدم الأسرة وتفريق الشمل، بحيث أن هذه الأفكار "الشيطانية" تخلخل التفكير السليم للمرأة. ومعظم من يمارسون سلوكات عنصرية ضد المرأة هم نفسهم من يتخذون دائما موقفا دفاعيا حين تصحح لهم النسويات تصرفاتهم الخاطئة. وأخيرا فإن هذه الحرب بين الحركة النسوية والرجال والتي طالت مدتها، مبنية في الأساس على سوء فهم وعدم استيعاب كل طرف للآخر.