"ولدي مبغاش يقرا، ولى يمشي البيار عوض المدرسة وتعلم الكماية وسوء الاخلاق. الى حبسناه في الدار كيكسر الاواني المنزلية ويتكلم بكلمات نابية..." يحكي أحد الأباء أعيته تصرفات إبنه السيئة والتي إكتسبها عن طريق الرفقة السيئة روادي قاعات الالعاب: البيار و البلاي ستايشن.. يسترسل الأب حديثه بحزن "ما يهني لو بال حتى يشم الدخان اللي موالف عليه في البيار، ولى موسخ وبليد في القسم.." تنتشر ببني ملال ولاسيما بالاحياء الشعبية عدة أنواع من قاعات الالعاب تختلف بين بيار ، بلاي ستايشن، و كولفازير. المشكل ليس في التنوع أو بالاحرى ليس في تواجد هاته المحلات بعينها؛ ولكن المشكل يتمثل في سؤ التنظيم. فجل المحلات تتواجد داخل الازقة الضيقة بالاحياء الشعبية التي تعتبر الاكثر من ناحية الكتافة السكانية، وبالتالي نجد محلات غير مرخص لها من طرف السلطات المعنية. جل قاعات الالعاب ببني ملال تعتبر مرتعا خصبا لتنامي الجرائم ، تعاطي المخدرات بشتى انواعها و تربية الناشئة سؤ الاخلاق. هاته الأخيرة تعتبر ممن سيأخدون زمام القيادة للرقي بالجهة إجتماعيا و إقتصاديا. غالبا ما نسمع و نقرأ على ما يسمى "إجتتات الجريمة من جذورها"، الجريمة يعرفها الملاليون كباقي المغاربة؛ و تتمثل خاصة في تنامي السرقة و تعاطي المخدرات. طبعا نعرف الجذور كذلك و ما خفي على أحد ما توفره قاعات الالعاب لروادها. يستغل مالكي و مستخدمي قاعات الالعاب البعد عن أعين مراقبة السلطات المعنية للقيام بتوفير الجو الملائم للترويج للمخدرات و تلقين تقافة الإجرام للرواد. أصبحت الاسر تفقد كل يوم الاواني و الالات الكهربائية المنزلية التي تسرق من طرف الابناء و تباع في سوق برى لتوفير مصاريف الالعاب و استهلاك المخدرات. بل إختار آخرون قطع الطرق في وجه المارة و خاصة النساء لسلبهن مابحوجتهن. كم من أسرة فقدت فلدات اكبادهم وسط زحمة من الدخان و شظايا الشجائر! كم من شاب فقد السيطرة على مسار حياته ليجد نفسه مجرما يعيش تحت رحمة السجانين! كم من تلميد أذاق مؤسسته الدراسية بصمة الشغب و سؤ الاخلاق فوجد نفسه خارج المدرسة يتسكع في الشوارع! و كم من مدرس تعرض للإعتداء من طرف تلميده الدي لم يعيي مقولة كاد المعلم ان يكون رسولا! كل هذا نتيجة التربية التي تلقن داخل البيار!