الفقيه بنصالح نموذجا كيف للمشعودين و الدجالين اكتساح رقعة و ساحة المعركة الانتخابية رغم امتطاءهم لصهوات خيول خشبية ؟ كم من ناخب متخوم بشحم خروف يوزع ليلة قبل عيد الأضحى؛ من أموال الديموحرامية المغربية ؛عبر عن صوت مغشوش ؟ كم وصل عدد السماسرة بالجماعات المحلية لإقليم الفقيه بن صالح الفتي ؛ كان يفترض أن يؤسسوا للديمقراطية المحلية و الجهوية في تجلياتها النزيهة و الشفافة وعمقها ؛ الذي جاهد و ناضل من أجله كل رجالات المغرب الشرفاء منذ عهد المقاومة و الإستقلال واتضحت معالمه مع الإصلاحات الجديدة للملك محمد السادس . ما حجم الأموال الحرام التي وزعت في الحملة الإنتخابية و يوم الإقتراع و بعده ؟ و كم كانت تلك الأموال ستبني من مشروع و مصلحة ؟ وكم كانت تلك الأموال ستشغل من عاطل في الضيعات والمعامل و المقاولات لو وضفت في الطرق الحلال ؟ متى سيحتل حزب نزيه لمرشح نزيه دو كفاءات عالية في دائرة الفقيه بن صالح المراتب الأولى دون مضايقات من الإقطاعيين المدانين من طرف الدولة بالملايير أومن طرف المافيوزيين المتابعين من طرف القانون الداخلي و الدولي أو من طرف المهندسين المغشوشين .... السماسرة الكبارالذين يبيعون مدنهم كأنهم يبيعون دجاجة صغيرة ؟ كم من يوم يفصلنا عن الإنتخابات الجماعية لنري للبرلماني المغشوش و جهه في المرآة أمام أبناء الشعب المغربي ؟ كم ورقة تصويت سربت خارج مكاتب التصويت ليفعل بها السماسرة ما يفعلون ؟ من سربها ؟ ومن المسؤول ؟ هل الداخلية كانت محايدة قبل الحملة و يوم الاقتراع ؟ أم متواطئة ؟ أم بين بين ؟ كم لدينا من هيأة حقوقية بالفقيه بن صالح ؟ وما هذا الصمت المريب و المسكوت عنه أيضا ؟ كم من أستاذ و مهندس و طبيب و محام و قاض و عدل و...و طالب ؛ من الفئات المتنورة إذن ؛ للأسف صوتوا على أحزاب يعلمون أن وكلاء لوائحها من أصحاب السجلات التاريخية المشبوهة.... صوتوا لصالحهم لا لشيء إلا لكي يقال أن ذلك الحزب ربح مقعدا بالبرلمان. هل هذاهو الخيار الديمقراطي الذي يريده الربيع العربي و الشارع المغربي و الشباب العاطل و الفئات وتريده الطبقات الشعبية الكادحة ؟ هل تلك ديمقراطية من أجل التحرير ؟ متى كان للسكارى و الدجالين و قناصي الفرص و المافيوزيين و قطاع الطرق و رؤساء العصابات في دولة ديمقراطية أن يتبوؤوا كراسي البرلمان ؟أم ان الديمحرامية هي التي انتصرت على ديمقراطية الماكياج و الديماغوجية و منطق المثل المغربي "العداوة تابتة و الصواب يكون " . متى سنبني المدارس و ملاهي الأطفال و دور الأيتام و ملاجئ للكبار و المعوقين و نزوج العانسين و نوظف العاطلين و نجد لقمة خبز أسود للجائعين و نشفي المرضى النفسيين و نزغرد للمهاجرين العائدين ... متى ؟ إذا كنا نصنع مثل هؤلاء البرلمانيين الخشبيين ؟ متى سيستفيق المثقف العضوي من نوم عميق لكي لا يراهن على برلمانيين و رؤساء بلديات و جماعات ؛ إما أنهم مرضى نفسيون أ و أميون ؛ أو يعيشون أحلام المراهقة المتأخرة لكون أغلبهم جاء للمجالس تاركا وراءه سخطا من واقع لا يطاق . قديما قال أحد الخلفاء العباسيين لعله هارون الرشيد لأحد عماله لما رآى سحابة ممطرة سوداء تدفعها الرياح الى منطقة بعيدة : " دعها تذهب فأينما أمطرت ستأتينا ضرائبها و مكوسها و جباياتها " . أما اليوم فأصحاب البرلمان الجدد يقولون : " دع فلانا على حاله فأينما كان سأشتري صوته " . لا يستثنون الأستاذ من الفلاح و لا المحامي من الحانوتي ولا العاطل ولا السمسار...معركة انتخابية بكل المعايير الهجينة . رغم القيل و القال و كثرة السؤال ستظل أصوات الحق و الديمقراطية الملكية و الوطنية و شباب الشارع العام و المطالبة بالإصلاح و الديمقراطية و الشفافية خناجر و أشواكا في أعناق المتلاعبين بالشؤون العامة للمواطن بالمغرب ؛و بالسير به نحو الأفق المنشود ؟ سوف يأتي عليهم زمن يبصق عليهم أطفالنا / رجالاتنا للصعود نحو البناء و الإصلاح الحقيقيين. نقول للذين جاؤوا للبرلمان قصرا على الإرادة الشعبية و تلصصا على الجسد الديمقراطي للمملكة بهدف تدجين المصلحة العليا للوطن متشبتين بمصالحهم العائلية و الطبقية الضيقة ما قاله فيهم الشاعر في أحد أبياته : "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم " ..... وبلسان الحال و الأحوال : نقول لهم : يا برلمانيين ضحك من جهلهم العارفون بأمور السياسة ؛سواء بالمغرب أو خارج المغرب . ما دام لكل مقام مقال ؛ كما جاء عند النقاد العرب . ولكم في الانتخابات الجماعية و البلدية القادمة عبرة يا أولي الأمر و يا أولي الأموال و يا أولي الألباب و العقول المتنورة من فئات المعلمين و المحامين و الأطباء و الطلبة و التجار و العمال و الحرفيين و .... المتواطئين مع سماسرة الانتخابات بشعور أو لا شعور ...أشعلوا فيكم نور المبدأ و الضمير والمثقف العضوي الذي كانت تهابه الركبان و يقف لجلال علمه كل المواطنين ؛ كونهم يرون في علمه البديل عن الجهل و الأمية و الرجعية و الإنتهازية . ولكم في المستقبل قرار و مشاركة و حوار . ذ : نورالدين سعداوي .