هل أجابت الإنتخابات التشريعية لهذا العام عن تطلعات و طموحات و تساؤلات المواطنين بإقليم الفقيه بن صالح ؟ من صوت خلال يوم 25 نونبر 2011 م و لمصلحة من ؟ ومن لم يصوت ؟ بأية أساليب عبر المواطن الشريف عن حريته في هذا الخيار الديمقراطي ؟ من سيتحمل مسؤولية النتائج التي أفرزتها صناديق الإقتراع ؟ومن سيتحمل العواقب ؟ لعل المتتبع المتمرس والغيورين على السير الديمقراطي للشؤون العامة للبلاد و العباد ستستفزهم هذه الأسئلة استفزاز مداعبة طفل مشاغب يكسر لعب عاشوراء ...هذه العاشوراء التي جاءت على غفلة ممن لم ترضهم نتائج محبوكة سابقا و صناديق اقتراع بيعت في المزاد الانتخابوي قبل الأوان ....عاشوراء هي بالنسبة للانتهازي الذي اشترى ضمائر الموساويين و العميريين أعراس و احتفالات و بدخ و ضحك على الدقون ...في زمن مافيا الانتخابات بالمغرب ، رغم كل الاشارات الملكية التي تتبرأ من هؤلاء الخونة الجدد الذين يتقنون لعبة التزوير و المداهنة و اللعب بنار حرق حقوق شعب بأكمله لا لشيء الا لتلميع صورتهم أمام الناس و الكبرياء المغشوش . انتخابات 25 نونبر أجابت عن تطلعات أنصار و منخرطي و متعاطفي وداعمي حزب العدالة و التنمية الذي يرشح بدائرة الفقيه بن صالح للمرة التانية على التوالي الأستاذ الجامعي عبد الكريم النماوي ابن سوق السبت أولاد النمةالذي تبوأ المرتبة الأولى في سلم ترتيب النتائج التي أفرزتها الصناديق ،كما أن أغلبية المواطنين بالإقليم حسب استطلاعات آراء المواطنين يعبرون عن فرحتهم بانتصار الديمقراطية (التصويتية) ؛إن صح القول لما فاز هذا الحزب بالمرتبة الأولى لأن شباكا كثيرة كانت تحاك ليس ضده فحسب بل ضد كل النزهاء من وكلاء اللوائح الأخرى . ان الأحزاب الأخرى ( الحركة الشعبية و الأحرار و الإتحاد ) التي تمني نفسها بالفوز رغم المهزلة التاريخية التي حصدوا بها الأصوات هي وصمة عار على جبين هؤلاء ؛ هي ماكياج سياسي لا غير يتقربون من خلاله لأولياء النعم ...في زمن لم يعد المغرب و لا ملك المغرب في حاجة للمتملقين السياسويين و للباطرونا المغشوشة . كيف لمن نجح بالازدراء أن يشغل عاطلا أو يزوج عانسا أو يشعل نورا في زقاق ؟أو يبني مشروع الواد الحار ؟ كيف له ان يشفي مريضا أو معاقا و يجد له الدواء ؟ أو أن يفتح معملا للعمال ؟ أو يسير ضيعة لعمال فلاحيين قهرتهم قساوة الظروف المعيشية ؟ هل من يوزع الخرفان لشراء الأصوات قبل العيد الفائت هو من سيجيب عن طموحات الشعب المغربي ؟ هل من يكتري السيارات الفارهة لسماسرته و يوزع عليهم اموالا لا تحتسب و شيكات لا تنتهي و يحتفل بهم في تازركونت كل ليلة حمراء هو من سيجيب عن أسئلة المواطنين بالفقيه بن صالح ؟ سئل أحد المستشارين البرلمانيين (وهو شخص أمي للتذكير )لدائرة الفقيه بن صالح بالرباط عن سر اصطحابه دوما لكاتبته وهي تحمل محفظته البرلمانية ومعطفه؛ فأجاب : " تلك هي الديبلوماسية البرلمانية ". من صوت و لمن و كيف ؟ نسبة السكان الذين صوتوا كانت دون الخمسين في المئة وأغلبيتهم كانوا لصالح العدالة و التنمية ، و هو أمر محسوم وطنيا ؛ أما ما تبقى من المصوتين فقد عبر الذين لم تفز لوائح مرشحيهم عن قناعاتهم الديمقراطية و الوطنية و تشبتهم بالقرارات الدستورية و الخطب الملكية السامية ومغرب المستقبل وطي صفحات التبزنيس و المافيوزية ....أما الذين باعوا ضمائرهم فهم الفقراء و السماسرة المغلوبون على أمور دنياهم الضاربين بسوط من نار أمور دينهم ؛ شهدوا زورا و شهادة الزور مآلها جهنم . من سيبني الطرق و القناطر إذن ؟ من سيشعل أنوار الدروب و الشوارع ؟ من سيبني مشاريع الصرف الصحي ؟ من سيشغل المعطلين المعتيصمين دوما أمام العمالات و البلديات ؟ من يبني دور الشباب و الملاعب ؟ من ؟ و من ؟ و من؟ تلك عواقب كبيرة سيتحملها ليس فقط البرلماني المغشوش بل أيضا المواطن الذي باع ضميره و شرفه رخيقصا ؛ و بخاصة سماسرة الإنتخابات . بإجمال تام يقول شاعر كبير في مثل هؤلاء : ليث شعري شعير فتأكله الحمير ولكن شعري شعور و هل للحمير شعور ؟