الوفود العربية طالبت الوفد الإسباني تقديم اعتذار عن إهانته للمغرب خلف قرار طرد الوفد المغربي المشارك في فعاليات المهرجان السابع عشر للشباب والطلبة الذي احتضنته جنوب أفريقيا، في الفترة ما بين 13 و21 من الشهر الحالي، استنكارا واسعا من طرف العديد من المنظمات الشبابية والطلابية المشاركة في المهرجان. واستهجنت حوالي 22 منظمة تمثل الوفود العربية المشاركة تشبيه المغرب بإسرائيل مطالبة من الوفد الإسباني تقديم اعتذار عن إهانته للمغرب. وأعلنت العديد من المنظمات والتنظيمات الوطنية والإقليمية المشاركة، استنكارها الشديد وتنديدها القوي بقرار اللجنة التنظيمية، الذي اتخذته عشية يوم الأحد الماضي، والقاضي بطرد الوفد المغربي من فعاليات المهرجان، معبرة عن استغرابها لفرض الدولة المضيفة لهذا القرار، في الوقت الذي يفترض فيها – أي الدولة المضيفة- أن تلتزم الحياد في مثل هذه القرارات. وأكد يوسف مكوري، عضو الوفد المغربي إلى بريتوريا للمشاركة في فعاليات الدورة السابعة عشر للمهرجان العالمي للشباب والطلبة، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم أن قرار اللجنة التنظيمية اتخذ بضغط من الكاتبة العامة لشبيبة الحزب الوطني الأفريقي (أ. ن. سي)، والتي فرضته على عدد من أعضاء اللجنة الدولية. مضيفا أن الوفد المغربي لم يقف مكتوف الأيدي أمام التحيز الواضح والمفضوح للدولة المضيفة، وأجرى اتصالات مكثفة مع الوفود المشاركة لحشد التأييد والتضامن مع الوفد المغربي، والتعبير عن تنديدها بهذه القرار. وتجاوبت العديد من الوفود المشاركة مع الموقف المغربي الرافض لقرار الطرد من المهرجان، من قبيل اتحاد الشباب العربي الذي يضم تقريبا كل المنظمات الشبابية بالعالم العربي، والاتحاد العام للطلبة العرب، وأغلبية المنظمات الشبابية العربية، والعديد من الوفود الأوربية والأفريقية والأسيوية. فضلا على أن قرار اللجنة التنظيمية حظي بتناول إعلامي مستفيض من قبل العديد من وسائل الإعلام الجنوب أفريقية التي أكدت أنه مخالف للأهداف المتوخاة من تنظيم التظاهرة العالمية. وشجبت 22 منظمة شبابية تمثل اتحاد الشباب العربي في بلاغ لها قرار اللجنة التنظيمية واعتبرته «غير قانوني وغير عادل وغير مدروس، وجاء نتيجة انفعالات أشخاص يحملون مواقف مسبقة تجاه المغرب». وندد البلاغ بما أقدم عليه الوفد الإسبانى الذي رفع لافتات معادية للمغرب تساوي فيها بينه وبين إسرائيل، وطالب بضرورة تقديم اعتذار صريح عن هذه الاستفزازات. واعتبر مكوري أن القرار الذي اتخذ ليلة الأحد وبلغ في حينه إلى الوفد المغربي، خلف ردود فعل قوية سواء داخل المهرجان، أو لدى بعض الأوساط السياسية المحلية التي حملت الجهات المنظمة مسؤولية عدم النضج السياسي في التعامل مع مثل تلك الأحداث التي أدت إلى اتخاذ القرار، وفشلها في تدبيرها للخلاف، بالمقابل ثمنت تلك الأوساط السياسية الانضباط العالي للوفد المغربي الذي أبان عن حس وطني كبير ودفاعه المستميت من أجل قضيته الوطنية. وأوضح يوسف مكوري، مسؤول العلاقات الخارجية بالشبيبة الاشتراكية وعضو اللجنة التحضيرية للمهرجان العالمي للشباب والطلبة، أنه منذ بداية أشغال التظاهرة العالمية، بدا واضحا أن الدولة المضيفة غضت الطرف، بحكم موقفها المعروف، عن الممارسات الاستفزازية التي تقوم بها أطراف معادية للمغرب، واتضح ذلك جليا في التعامل الذي يلقاه الوفد المغربي، حتى في الإقامة أو في المأكل وغيرها، والهدف من كل هذا هو المشاركة في المناورة التي تهدف إلى دفع الوفد المغربي لمغادرة المهرجان. واستطرد عضو اللجنة التحضيرية بالقول، إن الوفد المغربي أبان عن انضباط ووعي سياسي كبيرين، وتفادى السقوط في المناورات الدنيئة التي يتعرض لها من طرف وفد البوليساريو مدعوما بالوفد الإسباني. ومع ذلك نشبت مناوشات متعددة بين الأطراف «كنا نتعامل معها بما يكفي من الحزم والحكمة». وقال يوسف مكوري إن الوفد المغربي ما كان له أن يقف مكتوف الأيدي يوم الأحد الماضي، الذي تزامن مع فعاليات اليوم العربي بالمهرجان، والمحاولة الخسيسة التي أقدم عليها خصوم المغرب، عندما علقوا لافتة تشبه المغرب بإسرائيل، في الوقت الذي كانت تنظم فيه ورشة سياسية ذات أهمية بالغة حول «قضية الصحراء وآفاق الحل السياسي، الحكم الذاتي وتقرير المصير»، حيث عرفت حضورا مكثفا، وهو ما أغاض الإسبان والبوليساريو من النجاح الباهر لتلك الورشة وأقدموا على تشبيه المغرب بالكيان الصهيوني في محاولة يائسة لإفشال الورشة. ولم يكن أمام الوفد المغربي من خيار سوى نزع اللافتة، حينذاك وقعت مشاداة ومواجهة بين أفراد من الوفد وعناصر إسبانية مدعومة بممثلي البوليساريو، وهي الوقائع التي التقطتها كاميرا تلفزيون جنوب أفريقيا وبثتها، حيث كان الهدف من تلك الحركة استفزاز الوفد المغربي وتقويض حضوره القوي بالمهرجان، كما تشهد بذلك الوفود المشاركة. وخلص يوسف مكوري في حديثه لبيان اليوم، إلى أن الوفد المغربي سجل انتصارا سياسيا على مستوى الحضور القوي بالمهرجان، رغم القرار الصادر في حقه، مضيفا أننا كنا ننتظر من الدولة المضيفة، التي نعرف موقفها العدائي تجاه المغرب وقضيته المقدسة، أدنى درجات الحياد، الشيء الذي لم نلاحظه في أي وقت من الأوقات.