ندوة علمية بطنجة تستشرف آفاق مشروع قانون المسطرة المدنية الجديد    غوغل تطور تقنيات ذكاء اصطناعي مبتكرة لتحدي "DeepSeek"    مسيرة عظيمة.. رونالدو يودّع مارسيلو برسالة مليئة بالمشاعر    "جامعيو الأحرار" يناقشون فرص وإكراهات جلب الاستثمارات إلى جهة الشرق    إعلان طنجة في منتدى "نيكسوس"    متهم بتهريب المخدرات عبر الحدود المغربية ينفي صلته ب"إسكوبار الصحراء"    الشاب خالد، نجم الراي العالمي، يختار الاستقرار الدائم مع أسرته في طنجة    لقجع: مركب محمد الخامس جاهز لاستقبال الجماهير في مارس المقبل    "ما نرجع".. أحدث إبداعات حمدي المهيري الموسيقية    طنجة المتوسط يقود نمو رواج الموانئ المغربية خلال سنة 2024    تدشين سفينة للأبحاث البحرية بأكادير    توقيف صيدلي وثلاثة أشخاص وحجز 6934 قرصا مخدرا في عملية أمنية محكمة    مجلس جماعة طنجة يصادق على 42 نقطة    من الرباط.. رئيس البرلمان الموريتاني: المحيط الأطلسي شريان حيوي للتنمية والتكامل الإقليمي    هيئة رؤساء فرق الأغلبية تشيد بالتعاون التشريعي والحكومي    قادما من الشمال.. المجلس الحكومي يصادق على تعيين محمد عواج مديرا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة    وزارة التربية الوطنية تكشف تطورات التلقيح ضد "بوحمرون" في المدارس    إسرائيل تدعو لتسهيل مغادرة سكان غزة وحماس تطالب بقمة عربية عاجلة    رئيس النيابة العامة يتباحث مع رئيس ديوان المظالم بالمملكة العربية السعودية    التهراوي يكشف الخطة المعتمدة للحد من انتشار "بوحمرون"    العيون تحتضن المؤتمر العربي الأول حول السياسات العمومية والحكامة الترابية    بايتاس يكشف الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة بشأن لقاح التهاب السحايا    ارتفاع طفيف لأسعار الذهب وسط استمرار المخاوف من حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة    خبراء إسرائيليون يزورون المغرب للإشراف على وحدة تصنيع طائرات بدون طيار    الأرصاد الجوية تكشف استقرار الأجواء وتترقب تساقطات محدودة بالشمال    تخفيضات تصل إلى 5%.. تفاصيل امتيازات "جواز الشباب" في السكن    عرض الفيلم المغربي "طاكسي بيض 2" في لييج    نقابي بالناظور يتوعد حزب أخنوش بالهزيمة في الانتخابات: العمال سيحاسبون الحكومة في صناديق الاقتراع    ريال مدريد يحجز بطاقته لنصف نهاية كأس ملك إسبانيا على حساب ليغانيس (ملخص)    شركة الطيران تطلق خطين جويين جديدين نحو المغرب الاقتصاد والمال    نورا فتحي بخطى ثابتة نحو العالمية    وزير الداخلية الإسباني يكشف مستجدات فتح الجمارك في سبتة ومليلية    أخبار الساحة    إنتاجات جديدة تهتم بالموروث الثقافي المغربي.. القناة الأولى تقدم برمجة استثنائية في رمضان (صور)    رونالدو يطفئ شمعته الأربعين..ماذا عن فكرة الاعتزال؟    "جواز الشباب" يخدم شراء السكن    إشاعة إلغاء عيد الأضحى تخفض أسعار الأغنام    السلطات تمنع جماهير اتحاد طنجة من التنقل إلى القنيطرة لدواعٍ أمنية    عجلة الدوري الاحترافي تعود للدوران بمواجهات قوية لا تقبل القسمة على اثنين    مرصد أوروبي يكشف أن "يناير" الماضي الأعلى حرارة على الإطلاق    بعد عام من القضايا المتبادلة.. شيرين عبد الوهاب تنتصر على روتانا    6 أفلام مغربية تستفيد من دعم قطري    مواجهات عنيفة بين الجيش الجزائري وعصابة البوليساريو بتندوف (فيديو)    تفاصيل المصادقة على اتفاقية لتهيئة حديقة عين السبع    مصدر خاص ل"الأول": "طاقم تونسي لمساعدة الشابي في تدريب الرجاء"    المغرب يعزز قدراته الدفاعية بتسلم طائرات "بيرقدار أكينجي" التركية المتطورة    "قناة بنما" تكذب الخارجية الأمريكية    القوات الإسرائيلية تخرب 226 موقعا أثريا في قطاع غزة    وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بالتخطيط ل"هجرة طوعية" من غزة بعد مقترح ترامب للسيطرة على القطاع    شرطة ألمانيا تتجنب "هجوم طعن"    أستاذ مغربي في مجال الذكاء الاصطناعي يتويج بجامعة نيويورك    7 أطعمة غنية بالعناصر الغذائية للحصول على قلب صحي    الرباط.. العرض ما قبل الأول لفيلم "الوصايا" لسناء عكرود    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرلمان المغربي يطالب الحكومة بإعادة نظر شاملة في العلاقات المغربية الإسبانية
نشر في بيان اليوم يوم 06 - 12 - 2010

النواب والمستشارون يدعون الشعب المغربي إلى استنفار جميع قواه للدفاع عن المقدسات الوطنية
استنكر البرلمان المغربي بغرفتيه موقف البرلمان الإسباني المعادي للمغرب ولوحدته الترابية والدال على أن بعض الأوساط السياسية الإسبانية، وعلى رأسها الحزب الشعبي، لا زالت تحن إلى الماضي الاستعماري، مشددا على رفض المغرب استهداف استقراره من خلال مواقف تمس في العمق المصالح الإستراتيجية المشتركة.
وطلب مجلس النواب، بإلحاح من الحكومة القيام في أسرع وقت ممكن بتقييم جديد وبإعادة نظر شاملة في العلاقات المغربية الإسبانية، معتبرا أن الملتمس الذي صدر عن مجلس النواب الإسباني بخصوص الوحدة الترابية للمملكة يندرج في سياق المناورات الرخيصة والمؤامرات التي تستهدف المملكة المغربية. وسجل مجلس النواب أن هذا الملتمس منحاز ومعاد للمملكة المغربية في حقوقها السيادية والتاريخية والمشروعة على أقاليمها الجنوبية المسترجعة، ويتعارض بشكل جوهري مع المصالح العليا المغربية، ويمس بصفة جسيمة بقضيتنا الوطنية ومشاعر جميع شرائح الشعب المغربي التي جسدتها مسيرة الدار البيضاء.
من جانبه دعا مجلس المستشارين الشعب المغربي إلى استنفار جميع قواه للدفاع عن المقدسات الوطنية وعلى رأسها الوحدة الترابية للمملكة. كما حث الحكومة على المضي بثبات لمراجعة واتخاذ جميع الإجراءات والوسائل للدفاع عن مصالح بلادنا ووحدته الترابية وتحصين مكتسباته والدفاع عن جميع اختياراته الإستراتيجية وعلى رأسها بناء مجتمع ديمقراطي حداثي كعامل أمن واستقرار في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
إعادة نظر شاملة في العلاقات
في جلسة عامة مساء يوم الجمعة الماضي، طلب مجلس النواب بإلحاح من الحكومة القيام، في أسرع وقت ممكن، بإعادة نظر شاملة في العلاقات المغربية الإسبانية، معتبرا أن الملتمس الذي صدر عن مجلس النواب الإسباني بخصوص الوحدة الترابية للمملكة يندرج في سياق المناورات الرخيصة والمؤامرات التي تستهدف المملكة المغربية.
وأكد مجلس النواب أن الملتمس الصادر يوم الخميس الماضي عن مجلس النواب الإسباني أن منحاز ومعاد للمملكة المغربية في حقوقها السيادية والتاريخية والمشروعة على أقاليمنا الجنوبية المسترجعة، ويتعارض بشكل جوهري مع المصالح العليا المغربية، ويمس بصفة جسيمة بقضيتنا الوطنية ومشاعر جميع شرائح الشعب المغربي التي جسدتها مسيرة الدار البيضاء.
وسجل المجلس أن هذا الملتمس يتبنى أطروحات الخصوم بطريقة عمياء، وبدون أي تمايز، سواء فيما يتعلق بإدعاءاتها بشأن حقوق الإنسان، ومحاولاتها تسخير هذا الموضوع لعرقلة المسلسل السياسي وتحريف مهام «المينورسو»، أو تقديم تأويلات أحادية الجانب مبنية على مجرد إشاعات مغرضة تتجاهل كليا المعطيات الموضوعية لتفكيك مخيم (إكديم إزيك)، والملابسات الحقيقية لأحداث العيون التي أسهمت عدة أوساط سياسية وصحفية إسبانية في اختلاق افتراءات حولها، وهي الافتراءات التي تفندها تقارير عدة منظمات حقوقية ذات مصداقية دولية.
وبعد أن أعرب مجلس النواب عن رفضه للمتاجرة بأي شكل من الأشكال، في قضية وحدته الترابية وسيادته الوطنية الشاملة، جدد التعبير عن تشبث الشعب المغربي بوحدته الوطنية وإصراره القوي على استكمالها باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية السليبتين والجزر الجعفرية المحتلة.
استنفار القوى دفاعا عن المقدسات الوطنية
من جانبه، دعا مجلس المستشارين، في جلسة عمومية استثنائية، عقدها مساء أول أمس السبت، الشعب المغربي إلى استنفار جميع قواه للدفاع عن المقدسات الوطنية وعلى رأسها الوحدة الترابية للمملكة.
كما حث الحكومة على المضي بثبات لمراجعة واتخاذ جميع الإجراءات والوسائل للدفاع عن مصالح البلادنا ووحدتها الترابية وتحصين مكتسباتها والدفاع عن جميع اختياراتها الإستراتيجية وعلى رأسها بناء مجتمع ديمقراطي حداثي كعامل أمن واستقرار في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
ودعا الحكومة أيضا لاتخاذ جميع الإجراءات للاستمرار في مسيرة بلادنا التنموية وتحصين الأوراش الإصلاحية بعزم وإيمان وثبات، والالتزام بمبادئ القانون الدولي والإنساني والديمقراطية وحسن الجوار بقيادة جلالة الملك محمد السادس».
كما طالب مجلس المستشارين المنتظم الدولي بفتح تحقيق دولي حول هتك حقوق الإنسان بمخيمات الحمادة وسرقة المساعدات المخصصة لهم، ومطالبة المفوضية السامية للاجئين بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف والتعرف على هويتهم.
وحث مجلس المستشارين الحكومة على اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالمضي قدما في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية والمطالبة باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية المحتلة، داعيا كافة مكونات الشعب المغربي للحذر واليقظة والتعبئة وتوحيد الصف والتصدي بصرامة لكل المؤامرات البئيسة والرخيصة التي تحاول النيل من وحدة واستقرار بلدنا والمس بمصالحه العليا.
وبخصوص أبعاد الموقف الصادر عن البرلمان الإسباني المرتبط بقضية الوحدة الترابية للمملكة، سجل مجلس المستشارين على أن هذا الموقف يندرج في سياق المناورات الرخيصة والمؤامرات المقيتة التي تستهدف الوحدة الترابية والوطنية للمملكة المغربية، لاسيما وانه يرتكز على أسس مغلوطة ومعطيات مزورة ومخدومة.
النواب يدعون إلى تعليق كل برامج التعاون مع إسبانيا
استنكرت النواب موقف البرلمان الإسباني المعادي للمغرب ولوحدته الترابية. وأكدوا في مداخلاتهم، أن موقف البرلمان الإسباني يدل على أن بعض الأوساط السياسية الإسبانية، وعلى رأسها الحزب الشعبي، لا زالت تحن إلى الماضي الاستعماري.
وأكد مصطفى الغزوي عضو فريق تحالف القوى التقدمية الديمقراطية، أن موقف البرلمان الإسباني لا يلزم المغرب في شيء. وأشار إلى أن البرلمان الإسباني نصب نفسه، من خلال مصادقته على قرار يعادي المغرب ويتضمن فقرات وعبارات غير مقبولة، لتقديم الدروس على إثر أحداث الشغب التي عرفتها مدينة العيون، مضيفا أن هذا الموقف يعبر مجددا عن العداء الدفين الذي تكنه بعض الجهات في إسبانيا للمغرب.
وقالت رئيسة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب لطيفة بناني سميرس إن الموقف الذي اتخذه البرلمان الإسباني بخصوص قضية الوحدة الترابية للمغرب، «متسرع ومنحاز»، مبرزة أن هذا الأخير يعمد إلى استفزاز المغرب، بعد النجاح الذي حققه مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، «ويحاول الآن أن يؤثر على هذا التوجه السليم ويعرقل مسلسل المفاوضات الجارية برعاية الأمم المتحدة باعتبارها لا تخدم مصالح وأهداف الذين يتربصون بالمغرب». من جهة أخرى، أشارت السيدة بناني سميرس إلى أن ما حدث في العيون «هو نية مبيتة لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار الذي أصبحت تنعم به الأقاليم الجنوبية المسترجعة، وجو الانفتاح والديمقراطية والحرية التي تسود هذه الأقاليم».
من جانبه، قال أحمد الزايدي رئيس الفريق الاشتراكي، إن دعوة البرلمان الإسباني إلى إعادة النظر، وعلى نحو جذري في مجموع العلاقات المغربية الإسبانية «تعيد تكريس روح الاستعمار والهيمنة التي كنا نعتقد أن الضمير الإسباني، أو على الأقل الديموقراطي منه، قد تخلص منها». وأبرز الزايدي أن جزء من الإعلام الإسباني والطبقة السياسية الإسبانية، قد جعلا من قضية حقوق الإنسان، الورقة الأساس في تجنيهما على المغرب، مجددا التأكيد أن المغرب يمتلك من الجرأة ومن الآليات والقوانين والمؤسسات «ما يجعله في غير حاجة إلى وصاية أو تدخل سخيف يلبس عباءة حقوق الإنسان ليخفي أهدافه السياسية المكشوفة».
ودعا محمد الأعرج، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إلى تعليق كل برامج التعاون المشتركة مع إسبانيا في قضايا الهجرة السرية ومحاربة المخدرات والإرهاب، مؤكدا، أن «المقاربة الاستعمارية لإسبانيا لا زالت حاضرة بقوة»، وذلك على الرغم من أن المغرب جعل من إسبانيا شريكا ذا امتياز واعتبر دائما أن الشراكة مع الجارة الشمالية ضرورة قصوى وأن مستوى هذه الشراكة يجب أن يتطور باستمرار.
ودعا لحسن الداودي رئيس فريق العدالة والتنمية، إلى ضرورة التنزيل العاجل للحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية في إطار الجهوية الموسعة لمختلف جهات المملكة «دون تردد ولا انتظارية». وشدد في هذا الصدد على أنه «لا تنازل ولو عن شبر واحد من التراب الوطني مهما بلغت التضحيات ومهما ارتفعت التكلفة».
من جانبه قال رشيد الطالبي العلمي رئيس فريق التجمع الدستوري الموحد بمجلس النواب، أن على إسبانيا أن تدرك أن مراجعة المغرب لكافة علاقاته معها ستترتب عنه عواقب وخيمة على منطقة المتوسط، داعيا اسبانيا إلى الوعي بالعواقب الوخيمة لذلك في مجال الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتهريب البشر، وغيرها من المخاطر المدمرة، التي لا يمكن مواجهتها سوى بسلاح التعاون والشراكة المسؤولة والاحترام المتبادل». وبخصوص ملتمس مجلس النواب الإسباني، أكد د الطالبي العلمي أن الأحزاب الإسبانية «ليس من حقها لا بموجب القانون الدولي، ولا بموجب الاتفاقيات الثنائية، ولا بموجب الأعراف الديمقراطية، ولا بأي موجب أخر، أن تتدخل في أمور تدخل في صلب سيادتنا».
من جانبه، أكد محمد مبدع رئيس الفريق الحركي، على دبلوماسية رسمية وموازية تكون استباقية واقتحامية أكثر من نزوعها إلى رد الفعل والإدانة لمواجهة المناورات المعادية للمغرب، وطالب باستصدار قرار برفع الحجر الاسباني على الثغور السليبة، واسترجاعها إلى بلدها الأم، داعيا مختلف الدول والمنظمات والهيئات الحقوقية والبرلمانية بأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية في هذا الإطار.
واستنكر المختار الراشدي، عضو المجموعة المجموعة النيابية لتحالف اليسار الديمقراطي، قراري كل من البرلمان الأوروبي والإسباني، مشددا على أن الشعب المغربي وحدوي من شماله إلى جنوبه.
وطالب بفتح المجال للمجتمع المدني ومنظماته الحقوقية والشبابية والنقابية والأحزاب السياسية، عبر إشراكهم في تدبير ملف الوحدة الترابية والمطالبة بتحرير المدينتين المحتلتين والجزر التابعة.
المغرب قادر على صد كل المحاولات المشككة في وحدته الترابية
وبمجلس المستشارين، عبر فريق التحالف الاشتراكي عن تنديده واستنكاره لموقف البرلمان الإسباني من قضية الوحدة الترابية للمملكة. واستنكر العربي خربوش رئيس الفريق، اصطفاف البرلمان الإسباني بدون تحفظ، بجانب الانفصاليين ومحتضنيهم، وتدخله في شؤون المغرب الداخلية بشكل لا يراعي لا علاقات الجوار، ولا سيادة المغرب وكرامة شعبه.
وأكد خربوش أن المغرب له من مقومات القوة ما يكفي لصد كل المحاولات المشككة في وحدة البلاد.وقال عبد الحميد الفاتحي رئيس الفريق، إن هذه المقومات تتجلى بدءا بالمسار السياسي الذي اختاره المغرب والبناء الاقتصادي والاجتماعي الذي يتبناه والمعترف به من طرف أوروبا نفسها التي منحته الوضع المتقدم داخل الاتحاد الأوروبي. وأكد الفريق الحركي أن خير جواب على خصوم المغرب هو مواصلة الأوراش الحقوقية والتنموية.
ومن جهته، قال عبد الحميد السعداوي رئيس الفريق الحركي في مداخلة له، إن «خير جواب لخصوم بلادنا هو مواصلة الأوراش الحقوقية والتنموية التي تنجزها بلادنا تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي شملت مختلف المجالات والجهات». من جانبه طالب فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين الحكومة بوضع ملف سبتة ومليلية وباقي الثغور المحتلة لدى اللجنة الرابعة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن جهته، دعا عبد الحكيم بنشماس رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، أيضا،، إلى المطالبة بتحقيق دولي في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الدولة الإسبانية إبان حربها الاستعمارية ضد الشعب المغربي. وبدوره، دعا الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين الحكومة إلى التحرك العاجل ضد أي تدخل يمس الوحدة الترابية للمملكة. وقالت زبيدة بوعياد رئيسة الفريق في مداخلة لها، إن الفريق الاشتراكي «يطالب الحكومة بالتحرك العاجل ضد أي تدخل في سيادتنا ومؤسساتنا ووحدتنا الترابية».
كما دعا الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين الحكومة وفعاليات المجتمع المدني والهيآت الحزبية والفعاليات الحقوقية والإعلامية إلى بناء خطة عمل استعجالية لمواجهة المخططات الاستعمارية العدائية ضد المغرب. وأوضح محمد الأنصاري رئيس الفريق، أن أولى هذه الإجراءات تتجلى في إقرار مبدأ المعاملة بالمثل والمطالبة رسميا بوضع حد لاحتلال مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية تحت إشراف أممي باعتبارها مناطق محتلة ضدا عن التاريخ والجغرافية.
من جانبه، دعا فريق التجمع الدستوري الموحد بمجلس المستشارين الحكومة إلى مراجعة العلاقات مع الجارة إسبانيا بما يجعل مصلحة المغرب فوق كل اعتبار وذلك عقب القرار الأخير للبرلمان الإسباني المعادي لحقوق المغرب السيادية.
ملف سبتة ومليلية والثغور المحتلة
في السياق ذاته، طالب النواب والمستشارون من الحكومة بوضع ملف سبتة ومليلية وباقي الثغور المحتلة لدى اللجنة الرابعة بالجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعوا إلى المطالبة بتحقيق دولي في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الدولة الإسبانية إبان حربها الاستعمارية ضد الشعب المغربي.
وذكروا بالجرائم البشعة التي اقترفتها إسبانيا ضد المغاربة خلال استعمارها لشمال المغرب مستعملة غاز (الإبريت) حيث ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من السكان المدنيين وسممت جل الأراضي الصالحة للزراعة وأبادت القطيع والثروة الغابوية، وأصابت بذلك العديد من الأبرياء بأمراض السرطان. وقالوا إن هذه الصورة هي التي أراد البرلمان الإسباني بقراره المعادي للمغرب أن يعيدها إلى أذهان المغاربة ومعاناتهم مع مخلفات الممارسات الاستعمارية بما فيها الغازات السامة التي لم تنته آثارها بعد ولم تندمل بعد الجراحات الغائرة والعذابات الأليمة التي عانى ويعاني منها شريحة واسعة من المغاربة. وأضافوا أن إسبانيا مصرة على تأكيد طغيان المنطق الاستعماري لدى طبقتها السياسية في تعاملها مع قضايا الشعب المغربي.
حنين إلى الماضي الاستعماري
وأكدت المجموعات البرلمانية بمجلس المستشارين أن موقف البرلمان الإسباني يدل على أن بعض الأوساط السياسية الإسبانية، وعلى رأسها الحزب الشعبي، لا زالت تحن إلى الماضي الاستعماري.
وقال عبد السلام منصور عن مجموعة الاتحاد المغربي للشغل، في هذا الصدد، إن الاتحاد المغربي للشغل يعتبر أن هذا الملتمس الصادر عن الغرفة السفلى للبرلمان الاسباني متسرع، ومبيت وعدائي كيفما كان الحال لا يهم في شيء و لا يلزم المغرب.
من جانبه، عبر عبد الإلاه الحلوطي، عن مجموعة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عن رفضه الاستهداف المتواصل من لدن بعض الجهات السياسية الإعلامية المعادية لوحدة المغرب واستقراره من خلال مواقفها التي تمس في العمق المصالح الإستراتيجية المشتركة.
أما مجموعة الحركة الديمقراطية الاجتماعية، فقد أكدت أن ما قام به بعض الانفصاليين المتطرفين أصحاب السوابق الإجرامية بمدينة العيون يدخل في خانة الإرهاب والتي التزم الحزب الشعبي الإسباني، ومن سار في فلكه من الأحزاب الإسبانية وبعض الأحزاب الأوروبية، الصمت إزاءه. وللرد على أعداء المغرب وخصومه في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها قضية الوحدة الترابية، دعا عضو المجموعة عبد الصمد عرشان كافة القوى الحية في البلاد إلى المزيد من تقوية الجبهة الداخلية ودعم روابط الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء وراء القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله والشروع في تحقيق السياسات المعلنة كالجهوية الموسعة والمتقدمة والاستمرار في المبادرات الوطنية، والتنمية البشرية والدفاع عن المؤسسات الدستورية والمقدسات العليا للبلاد.
أثر وخيم على الأجيال الصاعدة
وعقب الجلسة العمومية الاستثنائية لمجلس المستشارين، أكد محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين أن موقف البرلمان الاسباني بشأن الأحداث التي تلت تفكيك مخيم «كديم إزيك» بالعيون لم يأخذ بعين الاعتبار الحقائق الصادقة والموضوعية والشفافة التي قدمتها الحكومة المغربية حول هذه الأحداث.
وأضاف بيد الله في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء خصصت لتدارس مضامين وخلفيات وأبعاد موقف البرلمان الإسباني بخصوص قضية الوحدة الترابية للمغرب، أن البرلمان الإسباني لم يأخذ بعين الاعتبار أيضا «الشهادات التي قدمها بعض الصحافيين وبعض المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية و(هيومن رايتس ووتش) ومنظمات مغربية كان الرأي العام الإسباني يعتبرها بالأمس القريب منظمات ذات مصداقية في ميدان حقوق الإنسان».
وبعد أن أكد أن الفرق والمجموعات البرلمانية أجمعت على أن الموقف الذي اتخذه البرلمان الإسباني بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة «متسرع وجائر وظالم»، قال بيد الله، أن هذا البرلمان وبتجاهله لهذه المعطيات قد قام بعملية هروب إلى الأمام «في تسرع غريب يريد منه أن يسمم العلاقات بين المملكتين المغربية والأسبانية وأن يزرع الشك والريب والعنصرية بين الشعبين الشقيقين ويعيدنا إلى ماضي دفين ماضي الاستعمار الإسباني».
كما أن البرلمان الإسباني، يضيف السيد بيد الله، يحاول بفعلته هاته ترهيب الأصوات الحكيمة والرصينة داخل إسبانيا مستغلا كذب بعض المنابر الإعلامية الإسبانية التي افتعلت الأكاذيب بصور مغلوطة من غزة ومن الدار البيضاء واستعملتها كإثبات لما تدعيه حول أحداث العيون.
وسجل أن هذه المنابر لم تتحدث بتاتا لا عن خرق حقوق الإنسان بمخيمات تندوف ولا عن سرقة المساعدات من طرف حكام الجزائر وقادة البولساريو التي ترسل إلى المحتجزين بهاته المخيمات ولا عن منع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من إحصاء ومعرفة عدد هؤلاء المحتجزين ولا عن حالة مصطفى سلمة ولد سيد مولود الذي كان محتجزا ومنع من حرية التنقل والتعبير ونفي من مخيمات تندوف.
وأضاف أن توصية البرلمان الإسباني لم تراع المصالح المشتركة المتشابكة على الصعيد الثقافي والتجاري والاقتصادي والمالي التي تربط بين الشعبين المغربي والإسباني، ولا التحديات المستقبلية، بما فيها التحديات الأمنية وقربها من الساحل، وما استثمره المغرب وإسبانيا وأوربا في مجال محاربة الهجرة السرية والإجرام العابر للقارات، مشيرا إلى أن الحزب الشعبي هو المحرك لهذه « المناورات الدنيئة السريعة التي ستندثر بسرعة وسيظهر الواقع الذي لا يرتفع».
وقال رئيس مجلس المستشارين إن هذه التصرفات سيكون لها اثر وخيم على الأجيال الصاعدة «التي يجب علينا أن نترك لها مستقبلا يسود فيه الاحترام المتبادل والإيجابيات من ماضينا المشترك».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.