ضرورة تبادل التجارب بين الحزبين والتفاعل مع القضايا التنموية المطروحة على البلدين والشعبين استقبل حزب التقدم والاشتراكية وفدا رفيع المستوى عن الحزب الشيوعي الصيني، وذلك في إطار العلاقات التاريخية المتينة التي تربط بين الحزبين، وقد مثل اللقاء مناسبة استعرض خلالها الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله مجمل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلادنا، وأيضا مميزات التجربة الحكومية التي يساهم فيها الحزب منذ 1998، كما وقف بنعبد الله على التطورات الهامة والدور المتصاعد الذي أصبحت تلعبه جمهورية الصين الشعبية على الصعيد العالمي، مشددا على ضرورة تبادل التجارب بين الحزبين، على مستوى التفاعل مع القضايا التنموية المطروحة على البلدين والشعبين. وتجدر الإشارة إلى أن الوفد الصيني ترأسه كوو شانغ كون، سكرتير الحزب الشيوعي لمنطقة كوانسي، وعضو اللجنة المركزية، وضم أيضا مسؤولين من مختلف قيادات الحزب وطنيا وجهويا، وكانت له في بلادنا سلسلة لقاءات مع عدد من الأحزاب والفاعلين. ومن جهته، ضم وفد حزب التقدم والاشتراكية كلا من عضوي الديوان السياسي عبد الواحد سهيل ومصطفى لبريمي (المكلف أيضا بالعلاقات الخارجية والسياسة الدولية للحزب)، وأعضاء اللجنة المركزية: نور الدين سليك، محمد العلالي ومحتات بوجمعة (الذي يتولى أيضا رئاسة جماعة خميس سيدي يحيى بإقليم الخميسات)، كما أن الحزب أقام على شرف الوفد الصيني مأدبة غداء حضرتها نزهة الصقلي عضوة الديوان السياسي ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وأيضا عضو الديوان السياسي للحزب سعيد الفكاك، وعضو اللجنة المركزية عبد اللطيف البردعي. وبالإضافة إلى تبادل الآراء بشأن تجارب الحزبين، والقضايا السياسية والتنموية في البلدين، فقد مثل اللقاء مناسبة أيضا لقيادة حزب التقدم والاشتراكية للتنويه بموقف الصين من قضية وحدتنا الترابية، ودعمها لمقترح الحكم الذاتي، فضلا عن دعوتها لمزيد من الدعم على هذا الصعيد، وذلك من أجل الطي النهائي لملف هذا النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة. وبعد أن أشاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بمستوى العلاقات التاريخية بين الحزبين، شكر الوفد الصيني على الدعوة الموجهة للحزب، إلى جانب حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، قصد زيارة الصين في غضون شهر دجنبر المقبل، مقدما بدوره لقيادة الحزب الشيوعي الصيني دعوة، باسم الحزب، لزيارة المغرب، في التاريخ المناسب لها، وذلك من أجل تعميق التعاون بين الحزبين والبلدين. رئيس الوفد الصيني، من جهته، شدد على عمق الروابط التي تجمع الحزب الشيوعي الصيني بحزب التقدم والاشتراكية، واستعرض أمام مضيفيه مختلف التطورات التي تحياها الصين، وأيضا منطقة كوانسي (50 مليون نسمة)، إن في المجال السياسي أو في المجالات الاقتصادية والتنموية، منوها في السياق ذاته، بالمواقف الحكيمة التي التزمها المغرب باستمرار، تجاه الصين وقضاياها الوطنية، كما توقف عند التجربة التنموية المغربية، وأبرز أن الصين اليوم هي الشريك الثالث للمغرب، داعيا إلى تعزيز هذا المنحى، وتقوية التعاون بين البلدين. وفي الأخير، تقدم رئيس الوفد الصيني بدعوة خاصة للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لزيارة الصين خلال الفصل الأول من العام المقبل، وهي الدعوة التي تلقاها نبيل بنعبد الله بامتنان، وشكر الحزب الشيوعي الصيني على ذلك، معربا عن استعداد حزبه لتمتين التعاون الثنائي لما فيه مصلحة الحزبين والبلدين وقضاياهما الوطنية والتنموية.