استقبل الأخ الأمين العام الأستاذ عباس الفاسي رفقة بعض أعضاء اللجنة التنفيذية وفد الحزب الشيوعي الصيني المتكون من عدة أطر في قيادات الحزب وطنيا وجهويا، برئاسة السيد (كوو شانغ كون) سكرتير الحزب الشيوعي لمنطقة «كواسى» وعضو اللجنة المركزية للحزب، الذي يقوم بزيارة لبلادنا بدعوة من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقد تناولت المباحثات العديد من القضايا التي تهم حزبينا على المستوى الثنائي والوطني والإقليمي والقاري والدولي، وكذا آفاق تقوية علاقاتهما بما يخدم مصلحة بلدينا ويعزز أواصر الصداقة بين شعبينا التي تعود إلى عصر الرحالة المغربي (ابن بطوطة). وفي البداية قدم الأخ الأمين العام عرضا مسهبا عن طبيعة العلاقات التاريخية التي تجمع بين حزبينا والتي تعود جذورها إلى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وخاصة في مؤتمر باندونج، مذكرا بجوانب من مظاهر التعاون القائم بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية منذ استقلال بلادنا، إذ كان بلدانا دائما مناصرين للقضايا العادلة كما يلتقيان في مجال نضالهما من أجل صيانة وحدتهما الترابية. وذكر بأهمية التطور الهائل الذي ما فتئت الجمهورية الصينية تضاعف وتيرته خصوصا في مجالات التنمية المتعددة الأبعاد، مقدمة بذلك تجربة متميزة للعالم وخاصة للدول السائرة في طريق النمو. ونوه الأخ الأمين العام بمستوى العلاقات القائمة بين بلدينا على المستوى الاقتصادي والتجاري والتعاون، مذكرا بالخدمات الجليلة التي قدمتها البعثات الطبية الصينية لبلادنا. وفي معرض حديثه عن آفاق التعاون المستقبلي، أشار الأخ الأمين العام إلى ما تشهده بلادنا بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله من خطوات تنموية هامة وما تحققه من إنجازات في مناخ من الانفتاح والاستقرار يستقطب اهتمام المستثمرين من العديد من أقطار العالم. كما نوه الأخ الأمين العام بالدور التنموي الذي تقوم به الجمهورية الصينية في القارة الإفريقية التي يولي المغرب اهتماما خاصا لمجالات التعاون معها على أكثر من مستوى. وأكد الأخ الأمين العام على حرص حزب الاستقلال على توطيد علاقاته المتميزة مع الحزب الشيوعي الصيني وتطوير مجالات تعاونهما من أجل الدفاع عن مصالح بلدينا مشيرا إلى أن العلاقات الخارجية للحزب تشمل شبكة واسعة من الأحزاب الوازنة في القارات الخمس نعتز بها جميعا وفي مقدمة هذه الأحزاب الحزب الشيوعي الصيني، مذكرا بالذكريات الطيبة التي احتفظ بها خلال زياراته المتكررة السابقة للصين والتي أتاحت له فرصة التعرف عن قرب على التقدم المستمر الذي يحققه هذا الشعب العظيم. وفي معرض كلمته الجوابية، أشاد السيد (كوو شانغ كون) بمستوى العلاقات التي تربط حزب الاستقلال والحزب الشيوعي الصيني مركزا بالخصوص على التقدير الذي يكنونه في قيادة حزبهم للأخ الأمين العام الأستاذ عباس الفاسي وتقديرهم للمجهودات التي يبذلها على رأس الحكومة، معربا عن تقديرهم في الصين للمنجزات الهامة التي يعرفها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. وفيما يخص علاقات حزبينا عبر عن اعتزازهم بالتاريخ الطويل لهذه العلاقات التي حرصنا جميعا على تجذيرها والمحافظة عليها وتطويرها، مؤكدا أن دور حزب الاستقلال يظل مركزيا في توطيد العلاقات التاريخية القائمة بين المملكة المغربية وجهورية الصين الشعبية، والتي عرف بلدانا كيف يصونانها ويدفعا بها دائما إلى الأمام بالعمل على تطوير تعاونهما في مختلف المجالات، مؤكدا أن المغرب يعرف طفرة تنموية هامة تبشر بمستقبل زاهر. كما لم يفت الضيف الصيني أن يقدم نبذة موجزة عن مقاطعة (كوانسي)، التي يترأسها والتي تبلغ مساحتها 237.000 كلم_، ويبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة، ويبلغ إنتاجها الداخلي الخام 900 مليار يوان، وتمتاز بإمكانياتها الاقتصادية وخاصة الفلاحية والسياحية. وأشار إلى أن الزيارات المتبادلة بين حزبينا تشكل إطارا مهما لتعزيز التواصل بين مناضلينا والتعرف على خبرات وتجارب تنظيماتنا وما يتحقق ببلدينا من منجزات. وفي هذا السياق، وجه باسم قيادة حزبه الدعوة إلى الأخ الأمين العام ليقوم بزيارة إلى الصين على رأس وفد هام من الحزب، على أن يحدد الأخ الأمين العام تاريخها على ضوء التزاماته.