شكل الملتقى الأول للسياحة التضامنية والمنتجات المحلية بمدينة مولاي ادريس زرهون الذي نظمته جمعية دور الضيافة بالمدينة، متنفسا لسكان المدينة الذين تفاعلوا على امتداد ثلاثة أيام، مع برامجه واستمتعوا بأنشطته الفنية والثقافية والترفيهية. وقد تميزت هذه التظاهرة التي نظمت بتعاون مع السفارة الفرنسية، بتنظيم جولة مشيا على الأقدام إلى غاية موقع وليلي الأثري، مرورا بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها المدينة خاصة الحقول الغنية بأشجار الزيتون المحيطة بها، ومناخها المعتدل الذي وفر ظروفا ملائمة للاستمتاع بالجولة التي شارك فيها المنظمون وفاعلون جمعويون وعدد من ساكنة المدينة حتى الأطفال منهم. كما تميزت بتوزيع الجوائز على الفائزين بأحسن رواق مشارك في المعرض وأحسن لوحة فنية وصورة فوتوغرافية، حيث نظمت مسابقة بشأنهما لتشجيع ودعم المبادرات الشابة المحلية على تطوير هذه الفنون التي تساهم في الحفاظ على ذاكرة هذه المدينة التاريخية. وقد أقيم بساحة مولاي ادريس الأكبر، معرض تحت شعار «مدينة مولاي إدريس زرهون مهد المهارات الفنية والصناعة التقليدية والفلاحة وتدبير المجالات والمناظر الطبيعية»، ضم 15 رواقا شاركت فيه جمعيات وتعاونيات من مدن زرهون والحاجب وأزرو ومكناس عرضوا مختلف منتوجاتهم في الصناعة التقليدية والأعشاب الطبية وغيرها. وضم برنامج الملتقى من جهة أخرى ورشات تكوينية بمشاركة جمعيات وتعاونيات وفاعلين اقتصاديين ومنتجين ومسيرين للمطاعم ولدور الضيافة، قدمت خلالها بعض المنتوجات المحلية المهددة بالانقراض، وطرق إعدادها خاصة بعض الحلويات، ووصفات في مجال فن الطبخ المحلي، وصناعة الخزف وصناعة الشموع والصابون وهي المنتوجات التي تشكل موروثا شعبيا لمدينة زرهون وملمحا من ملامحها. كما عرفت هذه الورشات مناقشة قضايا الجودة كعامل لتنمية المنتجات المحلية وتقييمها وتسويقها، إلى جانب إبراز جوانبها السوسيو ثقافية والسوسيو اقتصادية, مع تقديم بعض النماذج الناجحة، مغربية وأجنبية، في مجال التسويق مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية. ويتوخى المنظمون لهذه التظاهرة إلى تكريسها كموعد سنوي، من أجل إعادة الاعتبار للمدينة ولمكانتها الرمزية والتاريخية لتصبح مدينة استقبال وليس نقطة عبور والتعريف بمؤهلاتها السياحية لاستقطاب السياح، بعد أن أصبحت تحظى بطاقة استيعابية جيدة من خلال إحداث عدد من دور الضيافة المؤهلة لاستقبال الزوار من كل حدب وصوب.