انطلقت زوال أمس الجمعة بمدينة مولاي ادريس زرهون فعاليات الملتقى الأول للسياحة التضامنية والمنتجات المحلية الذي تنظمه جمعية دور الضيافة بالمدينة على امتداد ثلاثة أيام. وتتميز هذه التظاهرة الأولى من نوعها، المنظمة بتعاون مع السفارة الفرنسية، بإقامة معرض تحت شعار "مدينة مولاي إدريس زرهون مهد المهارات الفنية والصناعة التقليدية والفلاحة وتدبير المجالات والمناظر الطبيعية"، يتضمن عددا من الأروقة حيث تعرض مجموعة من الجمعيات والتعاونيات خاصة من زرهون والحاجب وأزرو ومكناس، منتوجاتها المحلية كالعسل ،والأعشاب الطبية والأعمال الفخارية. كما تشمل هذه الأروقة المقامة بساحة المولى إدريس الأكبر، معرضا فنيا لباقة من الفنانين بالمدينة يضم صورا فوتوغرافية ولوحات تشكيلية حملت جرأة في اختيار المواضيع والألوان، إذ تمركز أغلبها على الواقعية ، وشكلت فرصة لإبراز ملامح مدينة زرهون الجميلة من منظور تشكيلي، لتضيف في مجملها لمسة إضافية للفن التشكيلي المغربي. وقد أكد السيد الزوبير شطو رئيس الجمعية أن الهدف من التظاهرة يكمن في خلق الحدث لمدينة مولاي ادريس زرهون ، الذي من شأنه أن يحقق لها الإشعاع الثقافي والسياحي الذي تستحقه، ويعرف بها لتصبح قبلة للزوار ليس فقط المغاربة بل حتى الأجانب والوقوف على ما تزخر بها من تاريخ عريق. وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المدينة في حاجة إلى مجهود جماعي لضمان الاستمرارية لهذا الحدث بمشاركة كل الفاعلين الاقتصاديين والتقنيين وجمعيات راكمت تجارب هامة مذكرا بأن العديد من المواعيد الثقافية لم يعد لها أثر مما دفع بالجمعية إلى التفكير في تظاهرة بصيغة جديدة تحقيق عدة أبعاد ، ثقافية وسياحية واجتماعية وأيضا اقتصادية. وأضاف أن الجمعية تتوخى اكتشاف الزوار لما تزخر به مدينة زرهون ، من مآثر تاريخية ومناظر طبيعية خلابة والاستمتاع بمناخها المعتدل، بفضل موقعها الجغرافي ، والإطلاع على عادات ساكنتها المعروفة بكرم الضيافة وحسن الاستقبال. ومن جانبها أشارت السيدة الحناوي نائبة رئيس الجمعية وصاحبة دار للضيافة، إلى أن الجمعية التي تأسست من طرف أرباب دور الضيافة هذا المشروع الفتي بهذه المدينة العريقة مهد الدولة المغربية الحديثة التي أسسها المولى إدريس بن عبد الله الكامل ، ارتأت تنظيم موعد قار يبرز خصوصياتها وطابعها في إطار احتفالي. وأضافت في تصريح مماثل إلى أن التظاهرة أيضا تحاول أن تعيد الاعتبار للمدينة ولمكانتها الرمزية والتاريخية لتصبح مدينة استقبال وليس نقطة عبور مشيرة إلى أن المدينة التي كانت تعاني من نقص كبير في مؤسسات الاستقبال، أصبحت تتوفر حاليا على ثماني دور للضيافة مؤهلة بشكل يليق باستقبال السياح من كل بقاع العالم. وبأعداد كبيرة وشهد افتتاح الملتقى الذي حضره بالخصوص عدد من الشخصيات المحلية وممثلو المصالح الخارجية، إلى جانب جمهور غفير تنظيم حفل موسيقي من فن الملحون أحيته جمعية محلية. ويتميز برنامج الملتقى بتنظيم ورشات تكوينية بمشاركة جمعيات وتعاونيات لتقديم بعض المنتوجات المحلية المهددة بالانقراض، وطرق إعدادها خاصة بعض الحلويات، ووصفات في مجال الطبخ ، وطرف في صناعة الخزف وصناعة الشموع ، وذلك وعيا من الجمعية بأهمية هذه المنتوجات كموروث حضاري وتشجيع الناشئة على المحافظة عليها. كما سيخصص جانب من أنشطة الملتقى لمناقشة قضايا الجودة كعامل لتنمية المنتجات المحلية ولإشكالية تقييم وتسويق المنتوجات المحلية.ولعشاق الجولات السياحية خصص المنظمون لهذه التظاهرة اليوم الأخير للقيام بجولة عبر الحقول الغنية بأشجار الزيتون المحيطة بالمدينة والتوجه بعدها إلى الموقع الأثري وليلي.